نهج الرِّدَّة والأندلس ناصر فرغلى

نهج الرِّدَّة
.............
ريمٌ على القاعِ بينَ الصّفْرِ والرقَمِ
أيْطَلاهُ الجميلانِ
كِيسانِ على تَبّةِ النارِ
مِن خُرومهما يسيلُ زمانُ الرمْلِ
مَزيجَ مَرْعاهُ فى الصّحْواتِ والحُلُمِ
وجهُه يُوَلِّى
وأيّانَ..
فثَمَّ مَرمًى لمَحَبّاتِنا
حيثُ فى الأفواهِ يأسُنُ القاموس
وفى الأمشاطِ أُمُومات خاثِرةُ
ورصاصُ يتفصّدُ فى حُمّى اليدين
وحينَ اصطففنا
سواسِيَةً
كفِرْقَةِ الموتِ بين النيلِ والهرَمِ
رمَى الغِناءُ بشَطْحٍ لاسعٍ بلَدًا
كانتْ تُقشِّرُ حِيطانًا بذى سَأَمِ
فَتّتَ الجوعى نشيدًا ساخنا كالخبز
وصوّبوا حُبَّهم
رفَعَ العاطلونَ مواويلَ بَنّائينَ
على إيقاعِ الصهْد وقرقَعَةِ السّقّالات
وصَوّبوا حُبَّهم
أنشدَ المرضى تعازيمَ الخصوبة
ضرَبتْ النسوةُ فى الثلاثينَ
دفوفَ الشمسِ الأنثى
لطلوعِ البدرِ الذكَرِ عليْهن
سُكانُ وديانٍ أسفل الكبارى
وعشائرُ أرصفةٍ
تجرى من تحتها الثورةُ
رنّموا التناويمَ
هزجوا للأضاحى
وخَلّعوا بلاطَ أحلامِهم
عارِفينَ بقدومِ الليلِ ليلًا
.. وأطلقوا..
.. ورَجموا..
وسَبّوا ولعنوا وبصقوا وحرقوا وداسوا وحاسُوا
وتمخطوا وتغوّطوا واستنشقوا وذرفوا وتسلقوا
وقَتَلوا وقُتِلوا
يا لائمًا فى الحنانِ المُرِّ أغنيَةً
مِنْ طَبْلِ نِيرُونَ دانَ الزَّمْرُ للأُمَمِ
دنا الغُبارُ، تَدَلّى النقْعُ يتْبَعُهُ
يا ساكنَ القاعِ
أدْرِكْ ساكنَ العَدَمِ
..............................
أندلسيتان:
............
1)
جادَهُ الغيْثُ بِبِنْتٍ ووَلَدْ
ونَفاهُ لصَحارَى الوَرَقِ
كلّما أنْدَلُسُ يَدْنو اْبْتَعَدْ
وتَدَلَّى جَرَسًا فى العُنُقِ
..
كانَ يوْمًا لهُ بَيْتٌ وبَلَدْ
فانْطَفا البيتُ وغاضَ البلَدُ
كلُّ صُبْحٍ عندَهُ صُبْحُ أَحَدْ
حيْثُ لا شىءَ هنا لا أَحَدُ
يا سؤالًا مثلَ حَبْلٍ مِنْ مَسَدْ
هل سيبْقى أمْ سيبْقى الزَّبَدُ
..
رَسَفَ الخَطْوُ بسِلْسالِ السّنَدْ
نَسَجَ الليلُ فِخاخَ الطُّرُقِ
لمْ يَعُدْ بُدٌّ لما ما مِنْهُ بُدْ
إنّهُ الآنَ بِنِصْفِ النَّفَقِ !
...
2)
ليسَ لى أندلسْ
كى أعودَ لها
لستُ للأندلسْ
كى تعودَ إلىّْ
كلُّ شمسى خرَسْ
بينما ظلُّها
فى صهيل الفَرَسْ
مَوْسَقَاتُ حُلِىّْ
ثُمّ دَقَّ الجرَسْ..
ثُمّ فَزَّ المَهَا..
ثُمّ إنّ الحرَسْ..
ثُمّ إنى عَلَىّْ!