يواصل الناخبون في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء الأدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد لهم في انتخابات تشهد منافسة حادة وقد تفضي إلى وصول أول إمرأة هي بارك جيونهاي مرشحة حزب الحدود الجديدة المحافظ الحاكم لرئاسة هذا البلد، رابع أكبر اقتصاد في آسيا. فتحت صناديق الاقتراع أبوابها في الساعة 6 أمس الثلاثاء، وستغلق في الساعة 18,00، وقد أعلن الأربعاء يوم عطلة في البلاد لكي يتمكن حوالى 40,5 مليون ناخب مسجل على قوائم الناخبين من الأدلاء بأصواتهم. ويتنافس في هذه الانتخابات بارك جيون هاي مرشحة حزب الحدود الجديدة المحافظ الحاكم، ومون جاي أين مرشح حزب المعارضة الرئيسي وهو ناشط سابق في الدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت بارك عند خروجها من مكتب اقتراع في سيول حيث تدنت درجات الحرارة إلى 10 تحت الصفر: "احث الناخبين على تحدي البرد والتوجه للتصويت لبدء حقبة جديدة في هذا البلد". فيما قال مون عند الإدلاء بصوته في مدينة بوسان أن "هذه الانتخابات تتعلق بسبل وجودنا وإرساء ديمقراطية في الاقتصاد، والأمن الاجتماعي والسلام في شبه الجزيرة الكورية". وبعدما كانت مرشحة الحزب الحاكم في بداية الحملة تتقدم على منافسها في استطلاعات الرأي بفارق كبير تقلص هذا الفارق عشية الانتخابات ليصبح ضمن هامش خطأ الاستطلاعات. وأشارت أولى التقديرات إلى أن نسبة المشاركة مرتفعة مع إدلاء 35% من الناخبين بأصواتهم قرابة الظهر، وهو رقم أعلى من ذلك الذي سجل قبل 5 سنوات. ويرى قسم من الناخبين الذين سئموا الفساد والتفاوت الاجتماعي في البلاد، المرشحين على أنهما يعكسان جمود الوضع، رغم أن انطلاقة بارك ومون كل بطريقته تدل على مسيرة كوريا الجنوبية الصعبة نحو الديمقراطية. بارك جيون هاي (60 عاما) هي ابنة بارك تشونج هي، الوجه السياسي البارز في ستينات وسبعينات القرن الماضي الذي حكم على مدى 18 عاما بيد من حديد حتى تم اغتياله في 1979. وسقطت والدتها قبل 5 سنوات من ذلك التاريخ برصاص ناشط مؤيد لكوريا الشمالية كان يستهدف الديكتاتور. مون جاي أن (59 عاما) من شخصيات النضال من أجل الديمقراطية وكان خصما للعسكريين ودفع حريته ثمن التزامه الديمقراطي في السبعينيات. ويركز المرشحان على الطبقات الوسطى والشعبية وقد وعدا بمكافحة التفاوت الاجتماعي الذي يزداد بشكل كبير في كوريا الجنوبية. ولم تكن كوريا الشمالية موضوعا رئيسيا في الحملة رغم أن بيونج يانج قامت الأسبوع الماضي بإطلاق صاروخ، هو الرابع منذ العام 2006 تزامنا مع الذكرى الاولى لرحيل الزعيم السابق كيم جونج ايل. عبر بارك ومون عن رغبتهما المشتركة في إعطاء زخم جديد للعلاقات الكورية رغم أن بارك أكثر تحفظا، حيث أن المحافظين يعتمدون منذ فترة طويلة نهجا متصلبا حيال بيونج يانج. وأبدى مون تاييده لاستئناف المساعدة لكوريا الشمالية بدون شروط واستعداده لعقد قمة مع كيم جونج أون، نجل كيم جونج ايل، الذي خلفه في السلطة على رأس النظام الشيوعي.