كان بعض أصدقاء المهندس مينا فيليب ينتظرونه أمام المكان الذى أُخلى سبيله منه، وبمجرد أن رأوه هتفوا «انت راجل يا مينا». كان مينا موجودا فى مكان الأحداث، لأنه من سكان المنطقة، للأسف لم يكن يقذف مولوتوفا ولا حتى طوبا على مؤيدى الرئيس. بل حتى لم يكن يهتف مثلنا جميعا «أنا مش كافر أنا مش ملحد.. يسقط يسقط حكم المرشد». لكن مينا راجل، لأنه رغم الذعر الذى يمكن أن يصيب أى شخص عندما يجد نفسه محاطا بأعداد لا يمكنه حصرها تضربه وتمزق ثيابه وتجره وتقيده وتلقيه أمام باب القصر، مرورا بحشود غاضبة هائجة عنيفة (أحدهم قام بعضه بأسنانه!!). لم يشهد زورا ويعترف بما أرادوا أن يسمعوه منه ليتركوه، إنه مأجور من البرادعى أو حمدين. استخدم أصدقاء مينا كلمة راجل، لأنها ترمز إلى الشجاعة والاحتمال والصمود، استخدموها رغم أن عدد البنات فى محيط «الاتحادية» لا يقل عن عدد الشباب، ولا تقل شجاعتهن ولا قدرتهن على الاحتمال عن الشباب. تحملت علا شهبة نفس ما تحمله مينا من الضرب وربما أكثر، والآثار ما زالت على وجهها وجسدها. ورأيت بعينى بنات وسيدات يقمن بحماية المصابين من تدفق الحشود الهائجة بصنع درع بشرى قوى. أما إذا عدنا إلى المعنى الذى يقصده العرب بكلمة راجل وبحثنا عن (المعنى) فلن نجد له أى أثر عند هؤلاء المتجمعين حول إنسان يستغلون أنه وحده، وأنهم كثيرون فيتلذذون وينتشون بأنهم ينالون منه، ويتدافعون ويتسابقون لكى يسببون له أى نوع من الأذى، وهم يثقون تماما أنه لن يتمكن من الدفاع عن نفسه. (قال مينا -بعد خروجه من الاحتجاز وبعد أن ثبت أنه ليس متهما بأى شىء- أنا حتى ماقدرتش أدافع عن نفسى). وقال المهندس خيرت الشاطر إنه لا يهتم بما يقوله البعض من أن 80% من الموجودين عند «الاتحادية» من الأقباط، لأنه لن يسمح بتحويلها إلى فتنة طائفية. ولم يقل إن أتباعه يفتشون كل من يقع تحت يدهم، وإذا اكتشفوا من الاسم فى البطاقة أو الصليب على الذراع أن الفريسة مسيحى يصرخون بهيستريا نصرانى.. نصرانى.. فتمتد أياد جديدة لتنال بركة ضرب النصرانى. قال مينا «الحق يقال كان فى تلاتة أو أربعة بيحاولوا يدافعوا عنى ويقولوا كفاية ضرب، لكن كان صوتهم بيضيع». انت فعلا راجل يا مينا. وراجل يعنى إنسان بلغة شعبنا الأصيلة. انت إنسان يا مينا عكس كل من آذاك.