هل يصح أن يصل نفاق البشر إلى المسجد الحرام ذاته؟! وهل يليق بأقدس مكان على وجه الأرض، أن ترتفع فوق أبوابه الكبرى آيات نفاق الحكام الزائلين؟! ولماذا لا يستحيى هؤلاء الناس، وعندهم كما يُقال علماء، من حرمة أول بيت وضع للناس؟! ألا يدركون الرمز والمعنى فى هذه الأسماء التى يطلقونها على أبواب البيت العتيق؟! ألا يخشون من رب البيت المعمور؟! عندما فتح النبى، صلى الله عليه وسلم، مكةالمكرمة، ودخل إلى الكعبة المشرفة، أمر بإزالة الأصنام جميعا، وبعد مرور مئات السنين، ظهرت آيات النفاق فوق أبواب أعظم مسجد فى الإسلام، فثمة أبواب كثيرة جدا للمسجد الحرام، وعددها يتجاوز المئة باب، ومعظمها أبواب جانبية صغيرة، فهل تعلم بعض أسماء هذه الأبواب الصغيرة؟! ثمة باب يسمى «باب النبى»، وقد سُمى بهذا الاسم، لأن النبى محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يدخل ويخرج منه، أو على الأصح من جهته، إذ كان منزله فى هذه الناحية من الحرم، فى زقاق العطارين، وهو منزل أم المؤمنين السيدة خديجة، رضى الله عنها، وباب النبى هذا باب جانبى صغير. وهناك باب آخر اسمه «باب إسماعيل»، والمقصود هو نبى الله إسماعيل، ابن أبى الأنبياء إبراهيم، وهو الذى شارك مع أبيه فى بناء الكعبة المشرفة، فكيف يكون حجم ومكانة باب بهذا الاسم؟! إنه أيضا باب جانبى صغير. وثمة مجموعة أخرى من الأبواب بأسماء أشخاص لهم دور مهم للغاية فى تاريخ الإسلام، مثل أبواب: عمر، وعلى، والعباس، وبلال، وهذه جميعا أبواب فرعية، وصغيرة جدا. فمن إذن أصحاب الأبواب الكبيرة الرئيسية لأعظم المساجد، والتى يدخل منها الناس أفواجا إلى الكعبة المشرفة؟! إن أكبر بابين للمسجد، هما باب الملك عبد العزيز، وباب الملك فهد! ولاحظ أن كلا منهما وضع قبل اسمه كلمة «الملك»! فأى ملك هذا عند بيت الله الحرام؟! ولعلك تتساءل عن دور كل منهما فى تاريخ الإسلام؟! وقد يعن لك أن تقارن بين دور أى منهما، ودور الفاروق عمر بن الخطاب، الذى نعرف جميعا دعاء النبى إلى الله أن يُعِزّ به الإسلام، كما نعرف دوره فى بناء دولة الإسلام وحضارته المنيرة. إن الفاروق عمر فى جنة الخلد، برفقة الصديق الأكبر، وفى حضرة الحبيب المصطفى، ومن ثم فالنبى الأكرم، والفاروق، وعلى بن أبى طالب، كرّم الله وجهه، والعباس، عم النبى، وبلال مؤذن الرسول، وغيرهم من أهل الجنة الكرام، هؤلاء جميعا، فى غير حاجة إلى وضع أسمائهم على أى من هذه الأبواب الكثيرة، ولكننا فى أشد الحاجة إلى توقيرهم واحترام جهادهم فى سبيل الله. أما المنافقون فمكانهم هناك فى الدرك الأسفل من النار.