للمرة الرابعة، تفشل الدولة في "التدخل الحميد" لعمل قائمة وطنية موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة لتكون في طليعة القوى السياسية وتقود البرلمان القادم. بدأت تلك المحاولات بالدفع بالمرشح الرئاسي السابق والدبلوماسي المحنك عمرو موسي، لكنه فشل في التفاوض مع الأحزاب ولم يستطع النجاح ثم جاءت المحاولة الثانية بالدفع برئيس المخابرات العامة الأسبق مراد موافي لتشكيل قائمة وطنية موحدة، وفشلت المحاولة، وجاءت قائمة الجنزوري التي قادها الدكتور كمال الجنزوري، لكن مرة أخرى اشتكت الأحزاب للسيسي أن الجنزوري مستشار الرئيس والبعض يحسب قائمته مدعومة من الدولة، ثم جاءت المحاولات الأخيرة لتشكيل قائمة موحدة مرة أخرى يقودها سيد البدوي رئيس حزب الوفد، وهي المحاولة التي سبقها الفشل. وقالت مصادر، إن اللقاءات الثلاثة لرؤساء الأحزاب مع الرئيس، وثلاث تجارب لتكوين قائمة وطنية كافية، خاصة أن الأحزاب ترفض أن يقود البدوي المحاولة، وبعض رؤساء الأحزاب قالوا "إن البدوي فشل في توحيد حزبه فكيف ينجح في توحيد الأحزاب". وأكدت المصادر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يجب أن يتدخل حتى بالنصيحة للأحزاب، وأن تدخله لحل أزمة الوفد "خطأ"، ولم تستجب قيادات الحزب له واستمرت الخلافات. المصادر نفسها أشارت إلى أن إخفاقات السيسي مع الأحزاب سببها السيد البدوي، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، وكلاهما يسعى أن تكون له الهيمنة على القائمة الموحدة ثم البرلمان القادم. وكان ساويرس بشكل مباشر وراء فشل عمرو موسي، في تشكيل قائمة وطنية، ثم جاء البدوي ليهدم قائمة الجنزوري، ثم انقلب على قائمة "في حب مصر". ولفتت المصادر، إلى أن أغلبية رؤساء الأحزاب الذين حضروا لقاء الرئيس أعلنوا رفضهم لأي محاولة وفدية جديدة يقوم بها الدكتور السيد البدوي لتشكيل قائمة موحدة. أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، أكد أن الرئيس لم يفوض البدوي أو أحد لرعاية الإتفاق حول القائمة الموحدة، وأن البدوي فشل في توحيد حزبه وفصل أعضاء تيار الإصلاح الذين اختلفوا معه. أما اللواء عادل القلا، رئيس حزب مصر العربي، قال إن تشكيل قائمة موحدة ضد الديمقراطية، متسائلًا "إذا تم توحيد الأحزاب في قائمة موحدة تضم الجميع فلماذا ينتخب المواطن؟". "المنحل" يفشل فشلت مساعي قيادات الحزب الوطني المنحل ونوابه السابقين، في تشكيل جبهة موحدة للمستقلين، حيث كان يضع أعضاء ونواب "المنحل" الأمل على الفريق أحمد شفيق لتشكيل كتلة تضم أعضاء ونواب الوطني السابقين، إلا أن سفره للإمارات أطاح بهذا الأمل حتى الآن. وفشل حزب الحركة الوطنية في تشكيل جبهة موحدة، ثم جاءت محاولة "جبهة مصر بلدي"، لكن مع تحولها لحزب والحديث عن الانتخابات تفتت الجبهة، وحاول ماجد الشربيني أخر أمين للتنظيم بالحزب الوطي المنحل تشكيل كتلة للمستقلين تخوض الانتخابات وتكون لها الأغلبية وهو ما أخفق فيه أيضًا. رجل الأعمال أحمد عز لم يقف مكتوف الأيدي، وقام بتحركات سرية، ودعم عدد كبير من النواب السابقين الذين يخوضوا الانتخابات القادمة ليكون له السيطرة في المجلس، إضافة إلى خوضه هو نفسه الانتخابات. المحاولة الحالية التي يقودها نواب سابقين من الوطني وبعض النواب السابقين المستقلين، هي الأخيرة التي تسعى لتشكيل جبهة جديدة تشبه "في حب مصر". وهناك محاولات واتصالات يرأسها المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية بعد خروجه للمعاش، على أن تضم شخصيات عامة كبرى مثل الشيخ علي جمعة، وأحمد عمر هاشم، وغيرهم من كل المجالات من نواب سابقين وسياسين وفنانين ورياضين وشخصيات عامة.