شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السبت، مراسم افتتاح أعمال التطوير والتحديث ورفع الطاقة الاستيعابية لشركة ترسانة الإسكندرية، التى تم تطويرها ورفع قدراتها وكفائتها الفنية، والارتقاء بمنظومتها الإنتاجية لتواكب أحدث الترسانات العالمية في مجال بناء وإصلاح وصيانه السفن، وتصنيع وإنتاج المنشآت المعدنية وقطع غيار خطوط الإنتاج بالمصانع والجهات المختلفة الأخرى لتصبح قاعده متطوره من قواعد الصناعات الثقيلة بمصر . وحسب بيانٍ صادر عن القوات المسلحة، أعلنه العميد محمد سمير، الناطق باسم الجيش، ألقى اللواء إبراهيم جابر الدسوقي، رئيس جهاز الصناعات والخدمات البحرية، كلمةً أشار فيها إلى إنجازات الجهاز، باعتباره من كبرى الشركات المسؤولة عن بناء وصيانة السفن في مصر، مؤكدًا أنَّ الشركة تنطلق في مسيرتها على التطوير والتحديث والارتقاء المستمر بمنظومتها الإنتاجية بنفس معاير التطوير والنهج العلمي المتبع في القوات المسلحة؛ لتواكب أحدث الترسانات العالمية في مجال بناء وإصلاح السفن وكافة الأعمال والأنشطة المختلفة اللازمة للصناعات الأخرى والمساهمة في دعم الاقتصاد القومي وتوسعة قاعدة العملاء والمستثمرين في مجال بناء وصيانة السفن. وأوضح أوو ينج جي، رئيس مجلس إدارة شركة "cssc" الصينية، في كلمته، أنَّ كبرى الشركات الصينية حريصة على الاستثمار في مصر، باعتبارها تشهد مناخًا أمنيًا مستقرًا في الوقت الحالي، ونموًا اقتصاديًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة؛ لتصبح من الاقتصاديات الواعدة بالمنطقة، فيما قدَّم هدية تذكارية للرئيس السيسي؛ تعبيرًا عن تقدير الشركات الصينية لمجهودات الرئيس في دفع عجلة الاقتصاد والتنمية بين البلدين . وشاهد السيسي فيلمًا تسجيلاً تضمن نبذه تاريخية عن تاريخ إنشاء الشركة ومراحل تطويرها بعد انتقال ملكيتها لوزارة الدفاع في أغسطس عام 2007، لتبدأ مرحلة جديدة وشاملة من التحديث، استهدفت تطوير النظم الأساسية في مراقبة وضمان الجودة والسلامة والصحة البيئية ومكافحة الحريق وأساليب الإدارة وتعيين كوادر جديدة من المهندسيين والفنيين المؤهلين ورفع كفائتهم المهنية في كافة التخصصات والارتقاء بقدرات وإمكانيات الترسانة ورفع كفائتها الإنتاجية والخدمية بإدخال أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية، وتطوير المنظومة الإدارية والفنية والتسويقية لتصبح قلعة شامخة فى مجال بناء وإصلاح السفن بقارة إفريقيا والشرق الأوسط. وحصلت الشركة على شهادات الجودة وتطبيق معايير الإنتاج العالمية "الأيزو" في مجال إدارة الجودة الشاملة "19001"، وفي مجال إدارة البيئة "14001"، وفي مجال إدارة السلامة والصحة المهنية "18001)"، وقد تمَّت عمليات التطوير بجهود أبناء الترسانة البحرية، بالتعاون مع الشركات والهيئات الصينية المخصَّصة في بناء وإصلاح السفن، لتصل المحصلة النهائية لزيادة قدرة ترسانة الإسكندرية في بناء السفن حمولة 20 ألف طن إلى بناء سفن حمولة 57 ألف طن وزيادة قدرة الإصلاح لتبلغ 80 ألف طن، وقدرة إنتاج الصلب من 4000 طن سنويًا إلى 40 ألف طن سنويًا، وزيادة الطاقة الإنتاجية الكلية إلى 230 ألف طن سنويًا. وألقى اللواء بحري مهندس مجدي أمين، رئيس مجلس إدارة الشركة، كلمةً استعرض فيها مراحل التطوير التي مرَّت بها الترسانة، مؤكدًا أنَّ جميع العاملين بالشركة يعاهدون الله والوطن والرئيس على الارتقاء بإمكانات وقدرات شركة ترسانة الإسكندرية، لتصل إلى مصاف الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال. وأزاح الرئيس السيسي الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع تطوير شركة الترسانة بالإسكندرية والضغط على مفتاح تشغيل قزق بناء السفن الجديد الذي يعمل بطاقة 57 ألف طن؛ لتنطلق الشركة في مسيرتها لبناء السفن العملاقة ومواكبة أحدث الشركات العالمية في هذا المجال. واستمع الرئيس السيسي لشرح على ماكيت المشروع تضمن مكونات الترسانة التي تبلغ مساحتها 400 ألف متر مربع ويبلغ أطوال أرصفتها 1200 متر مربع بأعماق تصل إلى عشرة أمتار، وتتكون من ثلاثة قطاعات رئيسية هي قطاع الصناعات وبناء السفن وقطاع الإصلاح والصيانة وقطاع تصنيع القوارب الصغيرة، وتضم العديد من الورش الإنتاجية في كافة تخصصات تصنيع الصلب والمواسير وورش الآلات والتشغيل والتركيبات الكهربائية والميكانيكية ومعامل الإختبارات وقسم خاص للتصميمات الهندسية، يضم نخبةً من المهندسين والفنيين والخبراء يستخدمون أحدث النظم العالميه في هذا المجال. وتفقد الرئيس السيسي عددًا من الورش والمعامل التي تم تطويرها وفقًا لأحدث النظم العالمية، حيث مرَّ على ورش تصنيع قطاعات بدن المراكب والسفن وورش السفح وتجهيز الصلب وورشة تصنيع المواسير والبلوكات وورش الدهان والعزل. واستعرض عدد من المهندسين والعاملين بالشركة، إمكانيات وقدرات الترسانة بعد التطوير، والتي يمكنها بناء سفن سطح مختلفة حتى 20 ألف طن على قزقين طول كل منها 180 مترًا وعرض 28 مترًا، ومجهزان بأوناش تصل حمولاتها إلى 90 طنًا، كذلك قزق ميكانيكي لبناء وإصلاح السفن الصغيرة حتى 600 طن بطول 60 متر ومزود بأوناش حمولة 25 طنًا ويمكن العمل به فى أربع وحدات في نفس الوقت. وفي مجال إصلاح السفن، يوجد بالترسانة حوضان لإصلاح السفن يصل طول الحوض الكبير إلى 276 مترًا وعرض 40 مترًا ويسع سفنًا حتى 85 ألف طن، والحوض الصغير يصل طوله 158 مترًا وعرضه 19 مترًا، ويسع سفنًا حتى عشرة آلاف طن، كما زوَّدت الشركه بأسطول كبير للنقل والأوناش المتحركة ومعامل الاختبارات الإتلافية وغير الإتلافية ومحطات إنتاج وتوزيع وتعبئة غاز الأسيتلين والأكسجين والهواء المضغوط وثاني أكسيد الكربون، كما يتم تطبيق كافة وسائل الأمن والسلامة طبقًا للمعايير القياسية العالمية المعمول بها في الشركات المماثلة. وتولت شركة ترسانة الإسكندرية على مدى تاريخها الطويل بناء العديد من سفن النقل المختلفة، بلغت 42 سفينة للأسطول التجاري المصري وبعض الدول الأجنبية، بحمولات بلغت 38 ألف طن، وبناء حفار بترول وعدد من منصات الخدمات البترولية، وتصنيع العديد من الأوناش البرجية وأوناش المصانع والوحدات الصغيرة التي تعمل بالمواني والأنهار وتنفيذ العديد من أعمال التحميل والعمرات والإصلاحات لشركات عالمية في مجال إنتاج البترول والخدمات البترولية حتى وصل متوسط تحميل الورش والمراكز الإنتاجية بالشركة لأكثر من 90% بعد أن كان 35% وقت انتقال الشركة لجهاز الصناعات والخدمات بوزارة الدفاع. ومن أبرز إنجازات ترسانة الإسكندرية، بناء سفينة الحرية 3 بخبرات وأيادٍ مصرية 100%، وتدشينها في ديسمبر 2010. وشدَّد السيسي على أنَّ الدولة ماضية في طريق بناء المستقبل الواعد، وتوفير الحياة الكريمة للمصريين، رغم كافة المصاعب والتحديات التي تواجه الدولة، مطالبًا الشعب بالاستمرار في العمل والعطاء من أجل الوطن، مؤكدًا أنَّه لا يوجد مستحيل طالما كان المجتمع على قلب رجل واحد. وحضر الافتتاح، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وعددٌ من الوزراء والمحافظين، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من رؤساء الجامعات والشخصيات العامة والإعلاميين وطلبة الجامعات وعدد من رموز المجتمع ومواطني محافظة الإسكندرية.