محمد صلاح نجم الكرة المحترف بالخارج تعرض هذا العام لمشكلة دراسية بالداخل تمثلت في رفض طلب استثناءه من شرط المجموع اللازم للالتحاق بمعهد الدراسات المتطورة وهو ما كان يعني ضرورة عودته من أجل أداء الخدمة العسكرية، لكن أعلى الجهات المسؤولة تدخلت ومنحته الاستثناء اللازم بحجة أنه يمثلنا في المحافل الدولية! نفس الموقف تقريبا تكرر مؤخرًا مع لاعبة كرة اليد رحاب جمعة المحترفة بفرنسا، حيث قررت كلية الحقوق جامعة القاهرة فصلها نهائيًا بسبب تجاوزها نسبة الغياب المقررة دون أن تتدخل هذه المرة نفس الجهات المسؤولة لوقف هذا الفرمان الذي يفرض أمرًا من اثنين: أما عودتها من رحلة الاحتراف الناجحة أو التنازل عن مستقبلها الدراسي! اللاعبة ناشدت وزراء الرياضة والتعليم التدخل لحل المشكلة أسوة بما فعلوة مع محمد صلاح، لكن أحدًا لم يستمع إليها فاتخذت قرارًا باعتزال اللعب الدولي كتبته على صفحتها الشخصية على الفيسبوك مذيلًا بكلمة (يا خسارة) التي سنرددها نحن وليس هي عندما نفتقد جهودها وموهبتها مع منتخبنا الوطني. رحاب تنتمي الي أسرة أسوانية متوسطة جاءت الي القاهرة واستقرت بمنطقة الكيت كات، مشوارها مع كرة اليد بدأ بالصدفة وهي في الصف الثالث الابتدائي حين تم ترشيحها لممارسة اللعبة داخل نادي ناصر الجديد، الذي تم تجميد نشاطه بعد فترة قصيرة فانتقلت لصفوف فريق مركز شباب الساحل قبل أن يشاهدها أحد مدربي الأهلي ويضمها إلى القلعة الحمراء، لتبدأ هناك رحلة التألق والصعود التي أسفرت عن اختيارها لمنتخب الناشئات ثم للمنتخب الأول للسيدات المشارك في بطولة أفريقيا بالمغرب. مستواها المميز خلال المسابقات القارية لفت إليها الأنظار بشدة، فتسابقات الأندية العربية للتعاقد معها لكن الأهلي رفض التفريط فيها قبل أن تحصل معه علي عدة ألقاب محلية، عام 2011 تمت الموافقة على العرض المُقدم لاحترافها بنادي حوا سعيدة الجزائري الذي حققت معة ثلاث بطولات خلال سنتين، قررت بعدها خوض تجربة أخرى بنادي (فينسيل) الدانماركي، إلا أنها لم تلاق نجاحًا كبيرًا وبقيت أسيرة دكة البدلاء لعدة مباريات فطلبت إعارتها إلى فريقها الحالي (بونسلو) الذي يشارك في دوري القسم الثاني بفرنسا، لكنه مرشح بقوة هذا العام للصعود إلى الدرجة الأولى. رحاب ترى أن تراجع مستوى اللعبات النسائية في مصر يرجع لتقاعس الدولة عن رعايتها والعمل على نشرها بالإضافة إلى تكاسل اللاعبات أنفسهن اللائي يفضلن الدراسة أو الزواج عن الاستمرار في ممارسة الرياضة. الجزائر كانت قد عرضت عليها سابقًا فكرة التجنيس لكنها رفضت وقتها لأسباب عديدة، أما الأن فأنها تؤكد استعدادها التام للتفكير في الأمر بجدية لو تلقت عرضًا جديدًا من فرنسا أو أي دولة أخرى! السؤال المطروح هو: هل يتحرك السادة المسؤولون بسرعة من أجل الاحتفاظ بهذه الموهبة لصالح بلدنا أم أنهم سيتأخرون كالعادة ليتكرر نفس سيناريو هجرة أبطالنا إلى الخارج كما حدث مع حسن عواض ومحمد السيد اللذان يلعبان حاليًا تحت راية قطر؟.. أتمني أن تكون الإجابة خلاف ما أظنه وأتوقعه.