المهندس محمود طاهر يتشابه مع الرئيس الأسبق مبارك في أسلوب التعامل مع المشاكل و الأزمات... كلاهما يفضل سياسة الإنتظار ويتردد كثيرا عند عملية الإختيار مع البطء الشديد في إتخاذ القرار!. التسويف في إقالة جاريدو، ثم التخبط في إختيار خليفته يذكرنا بنفس منهج (أبو علاء) في إستبعاد أحد المسؤولين وتعيين بديلا له. مجلس إدارة الأهلي إضطر للإستغناء عن المدير الفني الإسباني بعد أن تزايدت حدة غضب الجماهير الحمراء التي هددت بثورة تغيير شاملة إذا لم يستجب لطلبها المشروع.أعلن بعد ذلك عبر كافة وسائل الإعلام عن تنصيب حسام البدري مدربا للقريق قبل أن يتم التراجع في اليوم التالي ويعين فتحي مبروك بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم الحالي. سأحلل معكم موقف جميع الأطراف حتى نتبين معا الفرق والإختلاف بين البطل الحقيقي وبين مدعي البطولة: 1- محمود طاهر: جاء إلى منصبه بأغلبية ساحقة لكنه فقد كثيرا من شعبيته بعد مرور عام واحد على توليه المهمة نتيجة تراجع نتائج كل فرق النادي في كافة الألعاب بالتزامن مع تقاعس الإدارة عن القيام بدورها المعتاد في قيادة المنظومة الرياضية للدولة المصرية. المهندس محمود طاهر رجل أعمال كبير على سفر دائم خارج البلاد لمتابعة مشروعاته المتعددة ولا يملك الوقت الكافي للتواجد داخل القلعة الحمراء من أجل الإشراف على شؤونها لكنه رغم ذلك يرفض التنازل عن جزء من إختصاصاتة لنائبة أو لأحد زملائه!. مجد النادي الأهلي العريق تحقق بفضل حصوله على كم هائل من البطولات الرياضية وليس نتيجة لعدد الشماسي والأعمال الإنشائية, فهل يستوعب الرئيس الحالي هذة الحقيقة التاريخية؟. 2- حسام البدري: باع المنتخب الأوليمبي في ثانية وقبل فورا العرض الأهلاوي لأسباب نفسية وربما أيضا مادية لكنه فوجيء بأن عليه تسديد قيمة الشرط الجزائي لصالح إتحاد الكرة - 800 ألف جنيه- فضلا عن توقيع إقرار يفيد موافقته على قرار عدم تدريبه لأي من المنتخبات الوطنية في المستقبل!. البدري قام بإعادة الحسبة وتدويرها في رأسه مرة أخرى قبل أن يعلن إستمرارة مع المنتخب الأوليمبي بدافع من الوطنية بينما الأحداث السابقة تؤكد أنه مجرد مدرب محترف يسعى دوما للإنتقال إلى الكيان الذي يوفر له أفضل الإمكانات والمكافاءات بغض النظر عن المثل والشعارات... هذه هي الحقيقة الواضحة بعيدا عن محاولاته المكشوفة للظهور بصورة المضحي المثالي التي قد تقنع بعض الواهمين وتدفعهم لترديد نشيد: طلع البدري علينا.. وجب الشكر علينا!. 3- فتحي مبروك: الأهلاوي الأصيل رجل المباديء الجليل الذي لم يتأخر يوما عن نجدة نادية ولم يفرض أبدا شروطا عليه!. تمت الإستعانة به سابقًا عدة مرات لإنقاذ الفريق من كبواته وعثراته فكان دائما مخلصا دؤوبا معطاءا رغم علمه بأنه في مهمة مؤقتة ستنتهي خلال وقت محدد يعود بها إلى منطقة الظل. أن الأوان كي ينال فرصته المستحقة في تولي المسؤولية طوال موسم كامل منذ بدايته وسترون وقتها ماذا سيحقق هذا المبروك.