أزكت الحكومة، عشق الشعب المصري، إلى الإجازات وأيام الراحة، على مدار سنوات ماضية، من خلال منح العاملين بالحكومة أيام إجازات بديلة، إذا ما وافقت المناسبة يوم عطلة رسمية مثل يومي الجمعة والسبت. إلا أن هذا العام، يبدو أن الحكومة خالفت القاعدة، وقررت عدم منح أيام بديلة لإجازة "عيد العمال" التي توافق اليوم الجمعة. "عيد العمال" تحول على مدار السنوات الماضية، من يومًا يتذكر فيه العمال، دورهم في بناء الوطن، وصناعة الاقتصاد، باعتبارهم سواعد الأمة، إلى مناسبة ينالون فيها إجازة ويطالبون بعدة مطالب اقتصادية لهم. عيد العمال والرؤساء اعتاد رؤساء مصر، في العصر الحديث، على الاحتفال بعيد العمال، من خلال زيارتهم لمصنع، وإلقاء خطبة حماسية، تلهب مشاعر وحماس العمال المصريين. ظهرت جملة "المنحة يا ريس" في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي اعتاد إلقاء خطاباته للعمال بقاعة المؤتمرات. ويرجع ظهور "المنحة يا ريس" نظرًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية في أواخر فترة مبارك، وتشرذم أوضاع العمال وإهدار حقوقهم. ولعل جمال عبد الناصر، يتمتع بسجل طويل من الانحياز للطبقة الفقيرة والعاملة، وكان أول رئيس يذهب للعمال في مصانعهم. وفى أول احتفال بعد نكسة 1967، احتفل عبد الناصر بعيد العمال من مصنع كفرالدوار، ثم انتقل عام 1969 إلى مصنع الحديد والصلب بحلوان. وألقى السادات 11 خطبة على مدار فترة حكمه، احتفالًا بعيد العمال، بدأها خلال تواجده بمدينة الحديد والصلب بحلوان، نهاية بمدينة 15 مايو عام 1981. أما الرئيس المعزول مرسي فاحتفل بعيد العمال، داخل مصنع الحديد والصلب بحلوان، وتحدث صراحة عن "المنحة". وتحلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفالية بعيد العمال، بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، بضرورة صبر عمال مصر، وقالها صراحة "أي حد يقدر يعطي المصري ما يكفيه ويزيد فلن يتأخر، ولو أقدر أزود أصحاب المعاشات حتى يعيشوا حياة كريمة فلن أتردد يومًا". أصل "عيد العمال" يأتي أصل الاحتفال ب"عيد العمال" من شيكاغو، حيث النزاعات العمالية لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون في الحركة التي عُرفت باسم "الثمان ساعات"، وانطلقت في تورونتو عام 1886، مما آدى لظهور قانون الاتحاد التجارى، الذي أضفى الصفة القانونية، وقام بحماية نشاط الاتحاد في عام 1872 في كندا. أول عيد للعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية تم الاحتفال به في 5 سبتمبر 1882 بنيويورك. وأطلق أفراد شرطة شيكاغو، النار، على عدد من العمال أثناء إضراب عام مطالبين بحد أقصى لعدد ساعات اليوم الواحد لا يزيد عن ثماني ساعات، وراح ضحية تلك الحادثة العشرات من العمال، مما دفع الولاياتالأمريكية بالاحتفال بعيد العمال كعطلة رسمية.