هل تتذكر واقعة تعنيف شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوى لفتاة أزهرية فى الصف الثانى الإعدادى فى معهد دينى، لارتدائها النقاب؟ اعترض وقتها طنطاوى محتدًّا: «أمال لو كنتى حلوة شوية!». قارِنْ بين هذه العبارة وبين تعنيف مماثل ارتكبه وزير الثقافة الأزهرى عبد الواحد نبوى أيضا بحق أمينة متحف «محمود سعيد» عندما طالبته بزيادة مرتبها لحصولها على الماجستير، فقال الوزير «أنا عندى مشكلة مع التُّخَان، تلاقيكى قاعدة تاكلى فى المكتب، المفروض تلفّى الجنينة علشان تخسى!». تذكَّرْ الموقفين ثم اخصم عدد الفتاوى الجنسية من رصيد الهراء الدينى لرجل مثل برهامى، ككلامه عن جواز ترك الزوجة تُغتصب فى حالة الخطر على النفْس، أو فتواه الأخيرة التى جعلت من عدم رغبة الزوجة فى العملية الجنسية سببًا تافهًا يجب أن لا يعرقل إتمامها. يمكن لك أيضا أن ترجع لحلقات القرضاوى على «الجزيرة» فى برنامج «الشريعة والحياة»، لتعرف كمّ الاهتمام بالجنس وأشكاله وأوضاعه فى مساحة الحلقات والمداخلات. ما الذى يجمع بين هؤلاء؟ موقف الراحل طنطاوى لاقَى تأييدًا ليبراليًّا لأن النقاب حَجَرَ على العقل ومدخل لارتكاب الجرائم، ويعمم نسخة وهابية من الإسلام. لكن الرجل ختم حديثه وقتها بزلّة لسان معبرة «أمّال لو كنتى حلوة شوية». أى أن الفيصل هو صورة المرأة فى مخيال الإسلامجية عمومًا كأداة للتسرّى والمتعة، وجب إخفاء وجهها، حتى لا تفتن الناس فى حالة الجمال اللافت، فيما تتمتع القبيحات بحريتهن. والتسرّى مبحث ثرى فى الفقه الإسلامجى، كُتبت فيه آلاف الصفحات عن كيفية وطء الجوارى وتوضيح حقوقهن، وطرق الشراكة فى ملكيتهن. «التسرّى» هو الذى يحرّك برهامى لإهمال رغبة المرأة، كمحدد للجنس لأنها مجرد جسد من حق صاحبه أن يتمتع به، والصاحب هنا فى حياتنا المعاصرة هو الزوج. وهو أيضا الذى أخرج هذه العبارات العنصرية من نبوى، وزير الثقافة معمَّم العقل، فجعل معيار التقييم الوظيفى رضاه شخصيا ك«سيد قوَّام» على امرأة، يجب أن لا تفْرط فى الأكل كى لا تشوِّه جسدها فى عينيه!