كنت أعتقد أن مجلس إدارة اتحاد كرة اليد المصري، أكثر حرصًا على تطبق العدالة بين جميع الأندية التي تخضع لإشرافه بغض النظر عن أسمائها وشهرتها، لكن يبدو أنني كنت واهمًا مثل كثيرين أصيبوا معي بالصدمة وهم يتابعون أحداث وتداعيات فضيحة يوم الخميس الماضي. الموضوع يتعلق بمبارة بين سيدات الأهلي والمعادي في إطار منافسات دوري السوبر، والتي كان مُقررًا إقامتها داخل الصالة المغطاة بالقلعة الحمراء دون جمهور بناءً على قرار مُسبق من الاتحاد الموقر بالتنسيق مع وزارة الداخلية. الفريق الضيف فوجئ عقب وصوله إلى الملعب في الموعد المحدد، بوجود أعداد غفيرة من جماهير الأولتراس داخل المدرجات، دون أن تكون هناك قوات كافية من رجال الأمن، فخاف المدير الفني أمجد عويس على سلامة لاعباتة، وقرر الانسحاب بعد التشاور مع إدارة ناديه. سعيد عبد المنعم رئيس لجنة المسابقات لم ينتظر الاجتماع الرسمي مع زملائه لدراسة الأمر من كافة جوانبه، بل أنه لم يمهل نفسه فرصة تسلم تقرير الحكام، وأصدر فرمانه المتعسف المتعجل المنفرد باحتساب النتيجة لصالح الأهلي 10/0 مع إيقاف مدرب المعادي لمدة سنة وتغريمه 10 آلاف جنيه! الغريب في الأمر أن أحدًا لم يراجعه في القرار الذي تم تنفيذه بالفعل، وواصلت سيدات الفريق الأحمر مشوارهن في البطولة التي حصلن عليها يوم السبت الماضي عقب الفوز على سموحة في المباراة النهائية. الرأي العام يتوجه بأسئلة عديدة إلى خالد حمودة رئيس الاتحاد المطالب بتقديم إجابات مقنعة، وإلا ستصبح إقالته من منصبه مطلبًا جماهيريًا واجب النفاذ: 1- كيف تقومون بمعاقبة الفريق الضيف على واقعة الانسحاب، ولا تحاسبوا صاحب الأرض على فاجعة اقتحام جماهيره للملعب، رغم أن اللقاء كان محدد له أن يكون دون جمهور بناءًا على خطاب رسمي مرسل منكم؟ 2- ما هو التصرف الذي كنتم تتوقعونه من أمجد عويس المستأمن على أرواح فتيات في عمر الزهور، وهو يرى بلطجية يحتلون المدرجات، ويرددون الهتافات المليئة بالتهديدات لكل الأفراد والهيئات؟ هل كنتم ستتحملون مسؤولية أي مكروة يقع لواحدة من البنات أم كنتم ستلقون التهمة علي غيركم كالعادة؟ 3- علي أي أساس تم اختيار مراقبة المباراة، رغم أنها موظفة بالنادي الأهلي، وتتقاضي راتبًا شهريًا نظير عملها هناك؟ ألا يعتبر ذلك محاباة واضحة فاضحة لفريق على حساب الأخر؟ 4- هل صحيح ما صرح به محمود علام مدير عام فرع الجزيرة، بأن خالد حمودة أجرى اتصالات مع جماعة الأولتراس، ودعاهم بنفسه لحضور هذا اللقاء؟ 5- إذا كان الأهلي بريئًا من أي ذنب في أحداث الخميس الأسود، فلماذا تم نقل باقي مواجهات البطولة إلى نادي الشمس؟ ومن الذي سمح لهذه الأعداد المهولة من الجمهور بحضور اللقاء النهائي رغم قرار المنع؟ السؤال الأخير أطرحه علي نفسي وعليكم: هل كان الاتحاد الموقر سيجرؤ على اتخاذ نفس الموقف لو كان المنسحب هو أحد القطبين، أم أن العقوبات عادي في المعادي وليست كذلك مع الأهلي والزمالك؟