واجهت جماعة الإخوان ضربات متتالية منذ ثورة 30 يونيو، ما بين انشقاق داخلي بين أعضائها، وبين سجن عدد ليس بقليل من قياداتها بتهم تخص الأمن القومي للبلاد وتتعلق بالتخابر مع دول عربية وأجنبية وارتكاب جرائم عنف والتحريض عليه. ورغم هذه الضربات، بدى أنَّ جسم الجماعة لم يمت، فهيكله لا تزال تدب فيه الروح، فتسعى الجماعة للقتال السياسي والأمني للحفاظ على هيكلها من الموت والفناء. السؤال الذي رصدته "التحرير"، ويجيب عنه عددٌ من المنشقين عن جماعة الإخوان، بات عن كيفية إدارة جماعة الإخوان الآن، بعد إجراء انتخابات للمكتب الإداري للجماعة بتركيا. سامح عيد، المنشق عن الجماعة، والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، قال: "الجماعة عبارة عن شكل هرمي كلما وقع جزء يثبت الباقي أقدامه، والجماعة الآن في حالة ارتباك شديدة بسبب سياسات الوزير مجدي عبدالغفار التي أنتجت القبض على مزيد من قيادات الإخوان خلال فترة وجيزة". عيد أضاف: "الجماعة تدار الآن من الخارج، ومن الداخل تم اعتماد سياسة اللامركزية في إدارة الأعمال وتنظيم المظاهرات وبهذا ابتعدت الجماعة عن أسلوب الخلايا العنقودية وتم تدشين مجموعات تتكون كل منها من خمسة أفراد لا يعرفهم أحد وليس لديهم كارنيهات عضوية داخل جماعة الإخوان وهذه الجماعات تم تدريبها في سوريا وليبيا على تنفيذ العمليات الإرهابية وتصنيع وتفجير القنابل". صبرة القاسمي، الجهادي السابق، ذكر: "المرشد العام للجماعة محمد بديع حاول أن يصنع حالة من التوافق بين الصقور والحمائم ويبدو أنَّ هذا الأمر لم ينجح فمازالت هناك انشقاقات داخل الجماعة والشباب غير راضٍ عن أداء القيادات". القاسمي أوضح: "المكتب الإداري الذي تم تدشينه في الخارج كان انصياعًا لرغبة الشباب ومحمد بديع مازال يدير شؤون الجماعة من محبسه عن طريق محاميه، ومحمود عزت ومحمود حسين ومحمود غزلان نواب المرشد الهاربين في الخارج مازالوا يديرون شؤون الجماعة".