كتب - حمادة عبدالوهاب أكد السودان، مشاركته في العملية العسكرية، التي تقودها السعودية في اليمن، من أجل دعم الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، المهدد من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين للصحفيين: "نحن نشارك بقوات جوية وبرية في عمليات "عاصفة الحزم"، والآن بدأت قواتنا حركتها الميكانيكية نحو مواقع العمليات، لتكون إلي جانب القوات السعودية". وأضاف: "نحن لن نفرط في أمن واستقرار المملكة العربية السعودية.. بالنسبة لنا هذا خط أحمر، والشعب رغبته حماية أمن أرض الحرمين". من جهته، قال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد سعد الصوارمي للصحفيين: إن "القوات المسلحة السودانية قامت بتلبية دعوة خادم الحرمين للمشاركة في عملية عاصفة الحزم". وأضاف: "الهدف هو حماية المقدسات الإسلامية وحماية المنطقة، بما فيها أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مؤكدا: "نحن لن نقف مكتوفي الأيدي والخطر يهدد المقدسات الإسلامية، والجيش يتحرك بناء على مسئوليته تجاه الأمتين العربية والإسلامية". قطع العلاقة مع عبدالله صالح أنهى الرئيس السوداني عمر البشير علاقته بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وذلك بعد ساعات من لقاء جمعه بوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض. وأعلنت السودان أيضاً إغلاق كافة مكاتب الممثليات والجمعيات الإيرانية في البلاد. وكان الرئيس السوداني قد وصل إلى العاصمة الرياض الأربعاء، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ثم التقى وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان. أغلاق الجمعيات الإيرانية قررت أن السلطات السودانية إغلاق كافة مكاتب الممثليات والجمعيات الإيرانية بالبلاد. يذكر أن السودان قام مؤخراً بإغلاق المكاتب الثقافية الإيرانيةبالخرطوم وطلبت من مدير المكتب الثقافي الإيراني بالبلاد مغادرة العاصمة السودانية. الخوف من المد الشيعي قررت السلطات السودانية إغلاق عدد من المراكز الثقافية الإيرانية في البلاد في شهر سبتمبر الماضي، في خطو غير متوقعة في خضم التقارب بين الخرطوموطهران، رغم مخاوف من انتشار الفكر الشيعي في الدولة ذات الأغلبية السنية. قص مخالب القط واعتبر محللون إستراتيجيون وأمنيون أن المشاركة السودانية أمر حتمي يتماشى مع الرؤية الإستراتيجية للمنطقة برمتها، فقد وصفها الخبير الإستراتيجي اللواء متقاعد محمد عباس الأمين بالحيوية في ما يتعلق بالقضايا التي تخص الأمن القومي، مشيرا إلى دفع السودان أثمانا باهظة بسبب مناصرته احتلال الكويت في السابق. ورأى أن هناك اتجاها إيرانيا لخنق كافة الدول العربية عبر الاستيلاء على مضيقي هرمز وباب المندب باستخدام الحوثيين كمخلب قط، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني "يريد تدمير الخطة الإستراتيجية السعودية للنفط والتي تحولت من الخليج إلى البحر الأحمر". ولم يستبعد أن يكون الملف النووي الإيراني حاضرا في القضية، "مع وجود إشارات إلى وجود تنازلات أميركية أوروبية لإيران بالتنازل لها عن السيطرة على اليمن وعن منافذ الحياة الاقتصادية الخليجية". وأكد الأمين ، أن البحر الأحمر يشكل عمقا إستراتيجيا مهما للسودان، مما يجعله محقا في المشاركة وبقوة لقطع الطريق على إيران وأطماعها في المنطقة. الموقع الجيوسياسي بينما يرى مدير مركز الشرق الأوسط اللواء متقاعد عثمان السيد، أن السودان من أكثر الدول المعنية بما يجري في اليمن، "لأنه معني بما يجري في البحر الأحمر الذي يمثل شريان حياته الوحيد". وقال إن محاولة الإيرانيين -عبر الحوثيين- السيطرة على اليمن ومن ثم البحر الأحمر لأجل تهديد الخليج لن تتوقف عند الدول الخليجية حال نجاحها". ويعتقد أن أي اضطرابات في البحر الأحمر أو أي نزاع فيه سيؤدي إلى مشكلة حقيقية للسودان، مشيرا إلى تنبيهات سابقة قدمت للحكومة السودانية بشأن التمدد الإيراني في المنطقة، ومحاولة طهران استغلال علاقتها بالسودان لتدمير المنطقة العربية بكاملها. تحالف الأعداء من جهته، أشار الخبير الإستراتيجي العميد متقاعد ساتي محمد سوركتي إلى وجود تحالفات جديدة في المنطقة، مشيرا إلى ما وصفه "بالعلاقة بين المشروع الصهيوني والمجوسي وما يحدث في اليمن". ويرى أن الأمر ليس صراعا بين الطوائف الإسلامية "لأنه لا يحقق إلا أهداف المشروع الصهيوني والطوق الذي يودون فرضه على العالم الإسلامي". ويعتبر أن المشاركة هي لمصلحة السودان "بالوقوف ضد المد الإيراني أولا، والحفاظ على شريان حياته في البحر الأحمر ثانيا"، مؤكدا في الوقت ذاته إمكانية أن يحقق السودان كثيرا من المكاسب المستقبلية السياسية من خلال خطوته الجديدة".