أصدر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، دراسة حول المسارات المحتملة لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وتأثيرها على حصة مصر من مياه النيل، وذلك في أعقاب اتفاق المبادئ الذي قام بالتوقيع عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي وكلًا من رئيس السودان ورئيس الوزراء الإثيوبي. span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"وانتهت الدراسة إلى أن هناك سيناريوهين رئيسيين حول مستقبل تنفيذ وثيقة سد النهضة، أحدهما وهو إلتزام إثيوبيا بما جاء في إعلان المبادئ، وربما يؤدي ذلك إلى حلحلة أزمة السد على المدى المتوسط عبر إجراءين رئيسيين سيُسهمان في تعزيز إجراءات الثقة، أحدهما الاتفاق على حلٍّ توافقيٍّ حول سعة أصغر لسد النهضة، للاسيمًا أن السعة الحالية التي تُقدر ب 74 مليار متر مكعب من المياه ستؤثر سلبًا على حصة مصر السنوية، لتنخفض من 55 مليار متر مكعب إلى 45 مليار متر مكعب، وهذا النقص سيؤدي بدوره إلى تبوير مليوني فدان، بل وسيحول دون زيادة أي مشروعات تنموية كبرى في مصر، خاصةً في مجالي الزراعة والطاقةspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%; font-family:"Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi; mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi". span dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%; font-family:"Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi; mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"وspan lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"ذكرت الدراسة أن الإجراء الثاني هو إمكانية قيام البلدين (مصر وإثيوبيا) مع بقية دول حوض النيل الشرقي بالتعاون لاستقطاب الفواقد المائية، وزيادة إيراد النهر لتغطية احتياجات إثيوبيا المائية، وتعويض أي ضرر من السد الإثيوبي للحصة المائية المصرية، وزيادة الحصص المائية لدول الحوض جميعًا، وذلك في إطار تنموي يُشارك فيه الجميع، يواكبه تطوير التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي لدول حوض النيل، وهو ما يُعرف بالإدارة المتكاملة لنهر النيل، وتحويله من مصدر للصراع إلى مجال للتعاون بين دوله على قاعدة "أربح - أربح". span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"فيما أوضحت الدراسة أن السيناريو الثاني المحتمل في المستقبل هو الإخفاق في ترجمة إعلان المبادئ على أرض الواقع، لاسيمًا أن السوابق التاريخية للمسلك الإثيوبي تُقر بانتهاج التسويف سبيلًا لتحقيق الأهداف، خاصة أن مصر وإثيوبيا سبق وأقرتا إعلان مبادئ يقوم على احترام مبادئ الحوار والتعاون كأساس لتحقيق المكاسب المشتركة، وتجنب الإضرار ببعضهما بعضًا، وذلك على خلفية لقاء الرئيس السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي ماريام ديسالين على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بغينيا الاستوائية في يونيو 2014، إذ لم تلتزم به إثيوبياspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%; font-family:"Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi; mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi". span dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font: major-bidi" span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"ونوه المركز إلى أنه فيما يخص السيناريو الثاني في حالة حدوثه، فإن مصر لديها من الخيارات في حال إخلال إثيوبيا بتعهداتها ما يُمكّنها من الحفاظ على حقوقها المائية، ومنها الإصرار على التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل يحقق مصالح جميع الأطراف من خلال استناد مصر إلى حقوقها المائية التاريخية التي تضمنها الاتفاقات الدولية، ومبادئ القانون الدولي، ومنها حق الإخطار المسبق لإقامة مشروعات على ضفاف النهر، وعدم التسبب في ضرر جوهري، والاستخدام المنصف والمعقول للمياه، واللجوء إلى التحكيم الدولي، وهو الخيار الأخير، وفي حالة رفض إثيوبيا اللجوء للتحكيم الدولي الذي يشترط موافقة الطرفين فإنه يبقى لمصر إمكانية التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدوليspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font: major-bidi". span dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font: major-bidi"وspan lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"أشار المركز إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إثيوبيا والسودان، وتوقيعه على وثيقة إعلان المبادئ بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي ماريام ديسالين، تعكس محورية الأمن المائي في التوجه الخارجي المصري، لاسيمًا أن إثيوبيا ومنذ تدشينها مشروع سد النهضة بعد اندلاع ثورة يناير 2011، اعتبرته عملا قوميًّا يُجسد الحلم الإثيوبي في التنميةspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt; line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font: major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi". 3 تخوفات مؤجلة من توقيع الوثيقة span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"ونوه المركز إلى أن هناك عدة مخاوف تحد من التطبيق الكامل لبنود الوثيقة على أرض الواقع، يتمثل أهمها في أن الوثيقة لم تستخدم مصطلح "إلزامية إلا مرة واحدة، وأصرت على تكرار مصطلح "احترام" نتائج الدراسات التي سيتم إجراؤها، على اعتبار أن رفض مصطلح " إلزامية " النتائج يشكل مخاطر على مستقبل الوثيقة، خصوصا إذا كانت هناك نية مسبقة للمراوغة. span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"ولم تستند أيضًا الوثيقة إلى محكمة العدل الدولية في حالة عدم نجاح الأطراف الثلاثة في حل الخلاف، بل أحالت الأمر إلى عناية رؤساء الدول ورئيس الحكومة، وهو ما يُعطي فرصة للمماطلة في تنفيذ بعض بنود الاتفاق، على اعتبار أنه لم ينصَّ صراحة على إلزامهاspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font: major-bidi". span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi"والتخوف الثاني عدم تعرض الوثيقة لحصة مصر المائية، وهو ما يُفسره البعض بأن الاتفاق كان على سد النهضة، وليس على تأكيد حصة مصر المائية، الأمر الذي يُرجح احتمالية تكرار مثل هذه المفاوضات في حال بناء أي دولة من دول الحوض لسدود داخل حيزها المائي. span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:115%;font-family: "Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font:major-bidi;mso-hansi-theme-font: major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi" فيما جاء التخوف الثالث من مد فترة عمل اللجنة الاستشارية إلى 15 شهرًا، وما يرتبط بها من إجراءات تنفيذية في هيكل السدspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt; line-height:115%;font-family:"Times New Roman","serif";mso-ascii-theme-font: major-bidi;mso-hansi-theme-font:major-bidi;mso-bidi-theme-font:major-bidi".