كشفت مصادر مسئولة داخل الوزارة لبوابة "التحرير" كواليس الاجتماع الأول بين الوزير وقيادات الوزارة ، في أول اجتماع للدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، مع قيادات الوزارة، حيث بدأ اللقاء بتوجيه الشكر للدكتور محمود أبو النصر، الوزير السابق، لمجهوداته الكبيرة خلال فترة توليه الوزارة، مشيرا إلى أنه سوف يكمل ما بدأه أبو النصر. وشدد الوزير في بداية اللقاء على ضرورة العمل وإظهار الحقائق والبعد عن تقارير كله تمام والتى كانت متبعه من قيادات الوزارة خلال الفترة المقبلة ، وركز الوزير في اجتماعه على الانضباط المدرسى، وأنه سيكون هو الشغل الشاغل للوزارة ومسئوليها على جميع القطاعات والمستويات بدء من المعلمين وحتى أكبر قيادة في الوزارة. محاسبة المقصرين وبحسب المصادر، فإن الوزير أكد فى اجتماعه مع القيادات ، بأنه لن يتستر على أي فساد أو متخاذل في عمله، قائلا لهم ، " أنا ألغيت انتداب مسئولين من أماكنهم ولسه فيه ناس تانى هتمشي وأنا مش جاي أقطع رقاب الناس ولا حاجة". لقاء وزير التعليم الأول مع القيادات شهد حضور الدكتورة نسرين حلمي مساعد الوزير للانشطة ، والتى وجهت سؤالا مباشرا للوزير، للاطلاع على مدى حقيقة إلغاء مشروع دمج الموسيقى في المناهج، الأمر الذى أجاب معه الوزير الرافعى بقوله ، " لا صحة لذلك ، وأننى قلت إن التجربة قيد الدراسة ولم أقل إنه سيتم إلغاء المشروع ، ولكنى سأقيمها من قبل الخبراء. الصحافة ممنوع وحذر وزير التعليم قيادات الوزارة من التعامل مع الصحفيين وقال: "إن الصحفيين بيزودوا الكلام وبيهولوا الأمور"، وأضاف، أن بعض الصحفيين نشروا كلاماً نسبوه إليه وهو لم يقله ولم يصرح به"، قائلاً: "أنا أعرف كافة الشخصيات وأعرف من يعمل ومن لا يعمل"، وأشاد وزير التربية والتعليم ب محمد سعد رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي وبخبراته في مجال إدارة الثانوية العامة. الانضباط هو الأساس وأكد الوزير أنه سيقوم بجولات مفاجئة شبه يومية على المدارس، لافتا إلى أن الملف الأول الذي يحظى باهتمامه هو الانضباط في المدارس، لأن المدرسة هي النواة الرئيسية لصحة التعليم وإصلاحه ولن يشعر المواطن بالتحسن إلا من خلال إصلاح المدرسة وانضباطها . وكشف عن جولته في مدرستين أمس الأول، مشيرا الى أن إحداهما وهي مدرسة الخديوى إسماعيل العسكرية لا يؤخذ فيها الغياب أساسا، وهذا يشير إلى مدى التسيب وعدم الانضباط، ويلقي باللوم والمسئولية الكبيرة على كل من مدير المديرية ومدير الإدارة التعليمية. وطالب الوزير مدير الإدارة العامة للمتابعة بإعداد خطة تنفيذية لتحقيق الانضباط من خلال مدد زمنية محددة، مؤكدا على ضرورة قيام الأبنية التعليمية بمتابعة المدارس والتأكد من كل صغيرة وكبيرة بها ، قائلا: لا يجب أن ننتظر وقوع كارثة حتى نتحرك. وشدد الوزير على ضرورة متابعة تنفيذ القرارات الوزارية على كافة المستويات، بدءا من المديرية ووصولا إلى المدارس، مشيرا إلى أن القرار الخاص بالمحذوفات من مناهج اللغة العربية لم يصل إلى إحدى المدرستين التي قام بزيارتهما، وأرجع ذلك الى عدم المتابعة. وفيما يتعلق بالمناهج، وجه الوزير الى ضرورة الحرص على التعرف على آراء المعلمين بها، من خلال أخذ مقترحاتهم للاستفادة منها، مؤكدا على ضرورة مراجعة المناهج الحالية وتنقيتها من أي شوائب، وأضاف أن مستشار المادة هو المسئول عن المنهج بالكامل، لأنه هو الذي يعتمده، وقال :"إن حدث خطأ يكون هناك تقصير، وإن حدث تقصير ستكون هناك محاسبة". كما أكد على ضرورة الاهتمام بتدريب المعلمين، وفقا للاحتياجات التدريبية الحقيقية النابعة من الميدان، وهذا يتم من خلال الأكاديمية المهنية للمعلمين. اختبارات قراءة وأضاف الوزير أنه سوف يتم إجراء اختبار للقرائية لتحديد نسب الطلاب الذين يجيدون القراءة والكتابة، ومن يجيدونها بالتشكيل، ومن لا يجيدون القراءة والكتابة، حتى نستطيع معالجة مواطن الضعف، وعمل برامج علاجية لمن لا يجيد القراءة والكتابة. وشدد على ضرورة عقد اختبارات شهرية للطلاب في المرحلة الابتدائية حتى نتعرف على مستواهم، ومواطن الضعف لديهم إن وجدت لمعالجتها في الوقت المناسب، وإحضارهم في إجازة الصيف لمعالجة هذا الضعف. نظام جديد وفي سياق متصل، أكد الوزير أنه سوف يتم التركيز على مهارات التفكير، والتي تشمل التفكير الابتكاري، التفكير الناقد، حل المشكلات واتخاذ القرارات، مشيرا إلى ضرورة أن نعلم أبناءنا طرق البحث . وأشار الرافعي الى أنه سوف يتم إيجاد آلية لمعالجة ظاهرة الدروس الخصوصية، من خلال ضبط مراكز الدروس الخصوصية، وتحقيق انضباط المعلمين بالمدارس وانتظامهم في العملية التعليمية. كما شدد على ضرورة تفعيل لائحة الانضباط السلوكي للمعلم والطالب على حدٍ سواء، مشيرا إلى ضرورة توقيع ولي الأمر على لائحة الانضباط الخاصة بالطالب، كما أكد على ضرورة تعليق هذه اللائحة بالمدارس، لتكون معروفة للجميع وحتى يتحمل الجميع مسئولية أفعالهم .