داخل منزل متواضع، بسقف من الأخشاب، وحوائط متهالكة، تضم بين جنباتها ملائكة صغار، افترس المرض حاضرهم وقتل الفقر كل أمل لهم في المستقبل. "نورهان، سجى، بسملة، محمد".. 4 ملائكة صغار التهم المرض جسدهم وأبى أن يخرج. بوجه بشوش تملئه ابتسامة الرضى والخضوع إلى قدر الله، يتحدث الرجل الأربعيني، السيد أحمد على، والد الأربع ملائكة، الذي جعل الفقر أمل علاج أبنائه عبارة عن معجزة يأمل أن تتحقق، فهو رجل "أرزقى" ليس لديه دخل ولا وظيفة ثابتة، يعيش من كَد يديه وعرق جبينه، اضطره مرض أولاده إلى مد يديه للبعيد قبل القريب. يقول الحاج المكلوم، وبجواره أبنائه المرضى، ل"التحرير": "بعت اللي ورايا واللي قدامي، علشان أوفر مصاريف علاج أولادي"..مضيفًا: "نورهان، وسجى، عندهم مرض أنيميا البحر المتوسط، ويحتاجون إلى نقل دم كل 15 يومًا، ودائماً أذهب إلى مستشفى العريش العام، ولا أجد دم واضطر أن اشترى كيس دم من الخارج ب 150 جنيه، يعني أكثر من 3000 جنيه في الشهر ، وده صعب عليّ جداً، لأن أنا راجل على باب الله وحال البلد خلى الشغل نايم، ومبعرفش أدبر المبلغ، وبضطر إنى أمد يدي واستلف من الناس". ويضيف قائلاً:"إن ابنته بسملة وابنه محمد مصابان، بضمور في المخ ، وأدى ذلك إلى شلل تام في الجسم كله". وتابع حديثه، أنه فى يوم من الأيام كان هناك أمل في شفاء "محمد"، ولكن العملية تكلفتها كبيرة جداً حوالى 60 ألف جنيه، وحاولت أن أجمع المبلغ عن طريق الاستدانه من الجيران والأقارب، وأهل الخير، ولكني فشلت في جمع جميع التكاليف، ولم يتم إجراء العملية". وعن المحاولات اليائسة لتدبير نقة علاج أبنائه، قال الرجل، والدمع تختلط مع كلامته:" إنه سافر إلى إحدى دول الخليج، وعمل بها لعدة سنوات، ولكنه لم يستطيع جمع تكلفة العلاج لأبنائه الأربعة"، مؤكدًا أنن جميع الأموال التي جمعها تم صرفها على الأدوية التي لم تأتي بنتيجة حتى الآن". وأشار إلى أننه باع عدد من قطع أثاث المنزل، وبعض الأجهزة الكهربائية لشراء دواء لأبنائه.