هو التلقائية إذا كان للتلقائية اسم، موهوب بالفطرة، سياسي عنيد، صاحب الصوت والملامح المميزة جدًّا، هو الكوميديان والشرير والطيب، الفلاح والشيخ والمعلم وابن البلد وزعيم العصابة، ولد في 23 يونيو 1934، وتخرج من كليه التجارة عام 1965، بدأ حياته الفنية متأخرًا جدًّا لكنه بدأها نجمًا لامعًا، وقد توفي في مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 1987. البداية التحق الفنان الراحل على الشريف بكلية الهندسة، ولكن اهتمامته السياسية كانت سببًا في تغيير وجهته الدراسية إلى كلية التجارة حتي يكون لديه متسع من الوقت لممارسة عمله السياسي، وفي منتصف الستينيات اُعتقل الشريف إثر اتهام نظام عبدالناصر له بالتخطيط لقلب نظام الحكم، وأصبح على الشريف نزيلًا في معتقل الواحات برفقة المفكر اليساري الكبير محمود أمين العالم ورسام الكاركتير والسيناريست حسن فؤاد، وعلى الرغم من عدم اهتمام الشريف بالفن قبل اعتقاله إلا كمتلق وحسب فإنه اثناء فترة اعتقاله قدم مع الفنان حسن فؤاد عددًا من المسرحيات شارك في تمثيلها عدد من زملائهما المعتقلين. وفي عام 1969، كان حسن فؤاد يعكف مع يوسف شاهين وعبدالرحمن الشرقاوي على تحويل رواية الأخير إلى فيلم سينمائي، ذهب الشريف بالصدفة لزيارة صديقه حسن فؤاد فما إن رآه شاهين حتى نهض صارخًا "مرحب يا دياب" لتبدأ رحلة الشريف في عالم الفن، حيث أسند له جو دور شخصية دياب في رائعته "الأرض"، وبعدما أدى الشريف أول مشاهده اندفع زملاؤه في العمل ليسألوه عن تاريخ تخرجه من المعهد ومن كانوا زملاءه في الدراسة، ولماذا ظل متخفيًا تلك الفترة، فكانت الصدمة حينما عرفه أنها المرة الأولى له في علام السينما وأنه لم يدرس التمثيل مطلقًا. وبعد فيلم "الأرض" قدم الشريف فيلم "واحد في المليون" عام 1970 و"فجر الإسلام" عام 1971، ولكن يبدو أن يوسف شاهين اكتشف أنه وقع على كنز من الموهبة والتلقائية، فأشركه في فيلم "الاختيار" في العام نفسه، لينطلق على الشريف في مسيرة فنية حافلة بالمحطات المهمة خلفت لنا 152 عملًا فنيًّا ترك خلالها الشريف بصماته المميزة مهما كان حجم الدور كبيرًا أو صغيرًا. محطات مهمة مثلما بدأ حياته الفنية مع يوسف شاهين في فيلم "الأرض" عام 1970، استمر الشريف وجهًا مميزًا في أغلب أعمال شاهين حتى وفاته فقدم معه دورًا صغيرًا في فيلم "الاختيار" عام 1971، ثم دوره المهم في فيلم "العصفور" عام 1972، وفي عام 1976 قدم الشريف مع شاهين فيلم "عودة الابن الضال"، ليتوقف التعاون بين الاثنين لفترة بلغت 8 سنوات قدم خلالها شاهين فيلمًا واحد وهو "إسكندرية ليه"، ثم عاد الثنائي للتعاون مرة أخرى عام 1982 في فيلم "حدوتة مصرية" ، ثم عام 1985 في فيلم "الوداع يا بونابرت". ومثلما التفت شاهين لموهبته الفطرية من أول وهلة، لم يفت المخرج الكبير كمال الشيخ استغلال تلك الطاقة التلقائية والموهبة الكبيرة، فاختاره للمشاركه معه في فيلم "على من نطلق الرصاص" في عام 1975، ثم عمل مع المخرج على بدرخان في فيلم "الكرنك" في العام نفسه. وفي عام 1981 قدم واحدًا من أهم وأجمل أدواره، وهو دور بكري حارس المدرسة في فيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة" للمخرج سيمون صالح وتأليف وحيد حامد، وبطولة يسرا و عادل إمام وزين العشماوي. وكان عادل إمام أحد اهم المحطات التي ساهمت في انتشار على الشريف، فقدم مع الزعيم أفلامًا عديدة أهمها "الأفوكاتو" من تأليف وإخراج رأفت الميهي عام 1983، وقدم أيضًا أفلام " رجب فوق صفيح ساخن، خلي بالك من جيرانك، قاتل ماقتلش حد، شعبان تحت الصفر، المشبوه، عصاب حمادة وتوتو، حب في الزنزانة ، واحدة بواحدة، كراكون في الشارع"، كما قدم معه أيضًا مسلسل "أحلام الفتى الطائر" ومسلسل "دموع في عيون وقحة". وفاته بعدما انتهي الفنان على الشريف من بروفات مسرحية "علشان خاطر عيونك" مع الفنان فؤاد المهندس وقبيل عرضها بساعات، عاد الشريف إلى بيته ليدخل غرفته ويبدأ في قراءة كتاب عن استشهاد الحسين، ثم دخل في نوبة من الإعياء وفقًا لما قالته السيدة خضرة زوجته. وطلب من زوجته إبقاء أبنائه في المنزل وأن تبقى معه لأنه سيتوفى بعد قليل، وظل الراحل يوصيها على الأبناء ويعلمها بما له وما عليه، حتى اعتدل في نومته وردد الشهادتين ثم قال " مدد يا حسين جايلكم يا أهل البيت" ثم صعدت روحه إلى بارئها في مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 1987.