أعلن حزب حركة "نداء تونس" الفائز بالأغلبية البرلمانية اليوم الاثنين رسميا ترشيحه وزير الداخلية الأسبق الحبيب الصيد لتولي رئاسة الحكومة في البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة. وكانت "التحرير" قد نشرت تصريحات على لسان مصدر داخل نداء تونس صباح الاثنين أكد فيه اتفاق الكتلة البرلمانية للحزب على اختيار، الصيد، رئيسا للوزراء. وقال المسؤول، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، ل"التحرير": إن "الكتلة البرلمانية للحزب اتفقت على اختيار الصيد؛ لأنه بعيد عن الانتماءات الحزبية، وحتى يتمكن الحزب من الوفاء بوعوده فيما يتعلق بعدم اختيار رئيسا للحكومة من داخل نداء تونس". وتابع المسؤول قائلا "اختيار الصيد، له مغزى آخر، فهو شخصية تولت وزارة الداخلية فيما سبق، ونحن نود للجميع أن يدرك أن البعد الأمني أحد الركائز الهامة في لائحة أعمال الرئيس السبسي". وقال محمد الناصر، رئيس البرلمان التونسي، والقيادي رئيس حركة نداء تونس بالنيابة في مؤتمر صحفي ظهر اليوم الاثنين: "تم الاتفاق على ترشيح الحبيب الصيد رئيسا للحكومة القادمة وذلك بعد التشاور داخل هياكل الحركة ومع بعض الاحزاب السياسية." ولا ينتمي الصيد لحزب حركة نداء تونس، لكن يبدو أن اختياره جاء بالتوافق مع بقية الأحزاب وعلى رأسها حركة النهضة الاسلامية ثاني قوة في البرلمان. وأضاف الناصر لوسائل اعلام بقصر قرطاج بعد تقديم الصيد مرشحا لرئاسة الحكومة الى رئيس الجمهورية "تم اختيار الحبيب الصيد باعتباره شخصية مستقلة تقلد بعض المناصب في الدولة فضلا عن خبرته في المجالين الامني والاقتصادي." ويمكن أن يكون اختيار الصيد الذي لا ينتمي لحزب نداء تونس خطوة لتقليل مخاوف المنافسين من هيمنة الحزب على السلطة بعد فوز زعيمه بمنصب الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية. ويعتبر الصيد مقربا من مؤسس حزب حركة نداء تونس ورئيس الجمهورية الحالي السبسي بعد أن عينه وزيرا للداخلية عندما قاد أول حكومة عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011. يعد الصيد، 66 عاما، واحدا من أبناء وزراة الداخلية، حيث سبق وتولى منصب الوزير وسبقها بمنصب مدير ديوان الوزارة، ومدير مكتب وزير الداخلية، كما أنه يحسب له نجاح عملية تأمين الانتخابات الأولى التي جرت في 2011 عقب هروب زين العابدين بن علي. ويحظى الصيد بمساندة واسعة من أحزاب ممثلة في البرلمان مثل "نداء تونس" و"آفاق" و"الاتحاد الوطني الحر"، كما أن حركة "النهضة" الاسلامية التي حلت في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية، لم تعترض عليه علنا حتى الآن. كما كشف المصدر التونسي المطلع على مناقشات الكتلة البرلمانية أنهم اتفقوا أيضا على تولى "الطيب البكوش"، الأمين العام ل"نداء تونس"، منصب بارز في الحكومة المقبلة. وأوضح قائلا "اتفقنا أيضا على تولي البكوش منصب النائب الأول لرئيس الحكومة، بحيث سيكون وزير الدولة المستشار ما بين الحكومة والرئاسة". ويمنح دستور تونس الجديد الذي صدق عليه المجلس الوطني التأسيسي في السادس والعشرين من يناير عام 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. وستكون أمام الصيد مهلة شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة لتشكيل الحكومة وعرضها على مجلس نواب الشعب لنيل الثقة حسب ما ينص عليه دستور تونس الجديد. وولد رئيس الحكومة الجديد الحبيب الصيد بسوسة وحصل على الاستاذية في العلوم الاقتصادية من جامعة تونس عام 1971 وعلى الماجستير في الاقتصاد الفلاحي بعد ثلاث سنوات من الولاياتالمتحدةالامريكية وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء. وعين الصيد مديرا لديوان وزير الفلاحة عام 1993 قبل أن يشغل المنصب ذاته بوزارة الداخلية ما بين 1997 و2001. كما شغل منصب كاتب دولة لدى وزير الفلاحة مكلف بالصيد البحري في الفترة بين عامي 2001 و2002 ثم بالبيئة بين عامي 2002 و2003 وعين مديرا عاما في شركة النقل بالأنابيب بالصحراء من يونيو حزيران عام 2003 الى نوفمبر تشرين الثاني عام 2004 . كما عين الصيد مستشارا للأمن القومي لحمادي الجبالي رئيس وزراء حكومة حركة النهضة الاسلامية التي قادت البلاد عقب انتخابات المجلس التأسيسي عام 2012.