ابن موت.. هذا هو المصطلح الشعبي الذي يمكن أن نطلقه على الفنان الكوميدي الراحل عادل خيري، الذي ولد في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر من عام 1931، ورحل عن عالمنا وهو ابن الثانية والثلاثين في 5 مايو 1963، تاركًا إرثًا من المسرحيات والأفلام الكوميدية الراقية والممتعة. ولد عادل خيري، لعائلة فنية كبيرة؛ فالأب هو المؤلف المسرحي والشاعر بديع خيري، حصل على ليسانس الحقوق ودبلومة الاقتصاد السياسي، ودبلوم الشريعة الإسلامية، لكنه لم يعمل بالحقوق؛ بل فضل الالتحاق بفرقة الريحاني، وكانت أولى المسرحيات التي قدّمها مع الفرقة "أحب حماتي". استطاع عادل خيري، في فترة وجيزة، أن يملاء الفراغ الذي تركه الريحاني برحيله؛ فأصبح بطل الفرقة الأول وقدّم العديد من المسرحيات من بينها "30 يوم في السجن "، و"لزقة إنجليزي"، و"حسن ومرقص وكوهين"، و"لو كنت حليوة"، و"الشايب لما يتدلع"، و"إلا خمسة". كما كان لعادل خيري، فيلمان سينمائيان فقط، وهما "البنات والصيف" عام 1960، حيث شارك في القصة الأولى والتي أخرجها عز الدين ذو الفقار، كما قدّم فيلم "لقمة العيش" بعدها مباشرة، مع الفنان صلاح ذو الفقار، والفنانة مها صبري، ومن إخراج نيازي مصطفى. لم يتوقف إبداع عادل خيري؛ كونه ممثلًا كوميديًا فحسب؛ بل تجاوزه إلى الإخراج المسرحي، حيث كان يتناوب هو الفنان الراحل سراج منير، على إخراج مسرحيات فرقة الريحاني، من بينها "إلا خمسة" و"الشايب لما يتدلع" و"تعيش وتاخد غيرها". أصيب عادل خيري، في صغره بمرض السكر، وهو المرض الذي ورثة عن والده بديع خيري، كما أصيب بتليّف الكبد، الأمر الذي جعله في عامه الأخير لا يستطيع أن يقف على خشبة المسرح دون تناول العديد من الحقن والأدوية بين الفصول، إلى أن اشتد المرض عليه؛ فتم نقله إلى المستشفي، وقام الفنان محمد عوض، بأداء أدواره مع فرقة الريحاني، لكن بديع خيري، لم يمكث في المستشفى طويلّا، فخرج منها و ذهب مباشرة إلى المسرح، حيث فوجئ الجمهور بعد إغلاق الستار بعادل خيري، على خشبة المسرح، وقابل الجمهور ظهوره بعاصفة من التصفيق جعلت دموعه تنهمر من عينيه. وبعد هذا الموقف بأيام قليله يغمض عادل خيري عينيه للأبد؛ راحلًا عن عالمنا بعدما ترك خلفه بسمة على وجه كل من شاهد أعماله.