في ميدان التحرير، لا يزال يعتصم العشرات ليومهم الثامن على التوالي، مستعدون لجمعة غدا والتي أطلق عليها جمعة «العزل السياسي» أو «جمعة الإصرار» كما أطلقت عليها الحركات السياسية الداعية للمليونية. الميدان الذي بدا هادئا، والذي شهدا انتظاما مروريا بعد أن تم فتح مداخله أمام السيارات، حاول بعض المتظاهرين فيه أن ينشطوه من خلال مسيراتهم التي جابت أرجائه يرددون هتافات مناهضة للمجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي. وعوضا عن اللافتات المعلقة قام المتظاهرون بكتابة لافتاتهم على الأرض مستخدمين بذلك الرمال والزجاجات الفارغة حيث كتبوا «مطلبنا هو محاكم ثورية.. أول مطلب للثوار إعدام الطيار وتاني مطلب للثوار إعدام جمال وعلاء»، كما كتبوا الهتاف الشهير «يسقط يسقط حكم العسكر». ورغم قلة عدد المتواجدين في الميدان، فإن الإصرار على جمعة الإصرار والعزل كان باديا، حيث تم توزيع بيانات لمستقلين ولحركات أخرى، تدعو إلى ضرورة المشاركة غدا الجمعة في المسيرات التي ستتحرك تجاه ميدان التحرير، وفي التواجد في الميدان للإصرار على مطلب الثوار بضرورة تطبيق العزل على المرشح الرئاسي أحمد شفيق لاستبعاده من انتخابات الرئاسة. المسيرات التي ستتحرك تجاه ميدان التحرير، بحسب الخطة الموضوعة ستكون كالعادة من مساجد الاستقامة بالجيزة ومصطفى محمود بالمهندسين والفتح برمسيس والخازندار بشبرا، على أن تتحرك المسيرات عقب صلاة الجمعة مباشرة صوب ميدان التحرير. ودعت الحركات الداعية للفاعلية وهي «الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية وحركة شباب 6 ابريل و6 ابريل الجبهة الديمقراطية والجبهة الحرة للتغيير السلمي وحركة شباب الثورة العربية وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، واتحاد شباب الثورة وائتلاف شباب الثورة»، كما دعت إلى ضرورة الإصرار والتمسك بمطالب تطبيق قانون العزل على أحمد شفيق، وإقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وإنشاء محاكم ثورية لمحاكمة قتلة الثوار. وقال طارق الخولي، المتحدث الرسمي باسم حركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية للتحرير، أنه لا يوجد بديل عن التمسك والإصرار بعزل أحمد شفيق وذلك لن يأتي إلا من خلال النزول إلى الشوارع والميادين وجعل مصر كلها ميدان التحرير، على حد قوله، مضيفا «الإخوان أثبتوا أنهم لا يسعون إلا إلى مصالحهم والدليل على ذلك تركهم الميدان، لأنهم يريدون استكمال الانتخابات وليس استكمال الثورة».