ربما يمر تنظيم القاعدة فى اليمن بصدمة كبرى فى الرئيس اليمنى الجديد، تلك الشخصية المجهولة القادمة من ظل الرئيس السابق على عبد الله صالح، بعد إصرار هادى على المضى فى الحرب على القاعدة حتى النهاية، وتضييقه الخناق بقوة على التنظيم فى الأشهر الأخيرة. أمس أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل 23 من عناصر تنظيم القاعدة فى زنجبار والكود محافظة أبين بجنوب البلاد، بينما وعد الأخير بمزيد من العمليات الانتحارية ضد المسؤولين الحكوميين وإرسال سيارات مفخخة إلى صنعاء. ويأتى الإعلان عن مقتل عناصر القاعدة إثر إعلان قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية (محور أبين) فى اليمن مساء أول من أمس حظر حركة السير والاستخدام الكلى ل7 طرق فى محافظة أبين، «نظرا للأخطار التى تهدد حياة المواطنين جراء العمليات الإرهابية»، وهو ما يعد مؤشرا على تجهيز الجيش لضربات جديدة ضد التنظيم. القاعدة قبل مجىء هادى إلى الحكم، خصوصا فى أثناء الثورة ضد نظام صالح، كانت تشعر بأريحية كبيرة، إذ تمكنت من السيطرة على مدن استراتيجية ومواقع حصينة فى الجنوب، لكن الجيش اليمنى كبد التنظيم خسائر جسيمة فى الأسابيع الماضية، فضلا عن الضربات الجوية المنسقة والغارات التى تشنها مقاتلات أمريكية من دون طيار. وألقت الولاياتالمتحدة بثقلها وراء هادى الذى يقول مسؤولون أمريكيون إنه يثبت أنه شريك أكثر فاعلية من صالح فى الحرب التى تشنها واشنطن على ما تسميه الإرهاب. وربما هذا هو ما دفع التنظيم إلى اللجوء إلى استراتيجية الرعب والخوف، إذ هددت جماعة «أنصار الشريعة» التابعة للقاعدة بمحافظة أبين بنقل المعركة من الجنوب إلى صنعاء قبل انتقالها إلى المحافظة المجاورة عدن، إضافة إلى استهداف مسؤولين حكوميين.