مرة أخرى، ومن الكويت، يرسل الدكتور هانى أبو الفتوح رؤيته للساحة المصرية، من خارج الحدود.. *** فى الساعات الصعبة الحالكة يحتاج المرء إلى أن يجلس مع عقله يفكر بهدوء يرى المسرح كاملا، يستمع جيدا، يقرأ للجميع، يتجرد من نفسه و ما تريد و ما تدفعه إليه، يذكر كلام الله ليستنبط منه الحِكَم فإن قال رأيا جعل ضميره رقيبا وربه مطّلعا والنار والجنة بين حروفه، فإما اتّقى الله تعالى ربه فى قوله وما خطّت يمينه وإما فتح الشيطان له باب النار لو حاد عن الحق، لذا قررت أن أجلس هذه الساعة لأكتب رأيى بكل أمانة ووضوح فى الحكم الصادر، وتبعاته مما يحدث فى مصر الغالية، جلست وحيدا أفكِّر مليًّا فمن الصعب جدا أن أترك عقلى وفكرى لغيرى يحرّكه كيف يشاء، قبل أن أشرع فى كتابة المقال وجهت لنفسى بعض الأسئلة التى تحيرنى: مَن الذى قتل الشهداء فى مختلف الميادين بالأسلحة الحية والخرطوش إن لم تكن هناك أوامر عليا باستخدام العنف معهم، أم أن ضباط الشرطة والأمن المركزى فى زمن مبارك والعادلى اعتادوا ضرب الشعب بلا رقيب أو حسيب؟ جميع مساعدى العادلى هل يستحقون البراءة لخلوّ المستندات من أدلة الاتهام؟! فماذا كانت تفعل النيابة طوال الوقت وكيف تمت إحالتهم إلى الجنايات بأدلة ضعيفة وأين الأدلة القوية؟ هل حصول أبناء مبارك وحسين سالم على البراءة لانقضاء المدة الجنائية يعنى جهل النيابة العامة بالقانون ومواده وقاموا بإلهاء الناس بالقضية لا أكثر؟ هل لو كان المجلس العسكرى متواطئا مع شفيق سابقا، أما كان أوْلى به أن يؤجل النطق بالحكم بداعى الحرص على مصلحة البلاد؟ هل لو كان للمجلس العسكرى سطوة على القاضى وأجبره على إصدار هذا الحكم فهل يعنى ذلك أن المجلس قد ضحى بشفيق؟ هل المجلس العسكرى تواطأ مع الإخوان ليرفع من أسهم مرشحهم مجانا دون أى مجهود منهم ودون أى فضل أو مِنّة؟ هل المجلس العسكرى سيضحّى بشفيق والإخوان ويختار حمدين ليكسب وُدّ قطاع من الشعب والثورة والثوار فيأتى حكم المحكمة الدستورية بإقرار قانون العزل السياسى؟ هل لو كان القاضى غير نزيه، أما كان يستطيع أن ينوِّع فى الأحكام على مساعدى العادلى ليرضى الجميع، كلٌّ حسب دوره السياسى والعملى أم أنه حكم بما أمامه من أوراق؟ هناك من يقول إن شفيق هو من أخفى أدلة الاتهام كاملة وشفيق تولى رئاسة الوزراء لفترة 33 يوما وخرج مبكرا يوم 3 مارس 2011 فهل كان شفيق يعلم الغيب وأنه بعد خروجه من الوزارة سيتم التحقيق مع مبارك وتوجيه اتهام إليه؟! وللرسالة بقية.