لا صوت يعلو فوق صوت الأمن فى الدولة البوليسية. قبل بدء محاكمة «الرئيس السابق»، ونجليه، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وستة من مساعديه، المتهمين جميعا، فى قضية قتل المتظاهرين، وتصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى، غدا الإثنين، فى أكاديمية الشرطة، كانت تحركات أمنية كبيرة، تدور فى الكواليس. وزارة منصور العيسوى، ممثلة فى مديرية أمن القاهرة، والأمن العام، وبالتنسيق مع القوات المسلحة، بدأت فى تنفيذ إجراءات أمنية مشددة، على مقر القاعة، التى ستشهد المحاكمة. الحاضرون سيفاجؤون بتشكيلات أمنية، غير مسبوقة، على أسوار الأكاديمية، وجميع مداخلها، خصوصا البوابة 8، التى يدخل منها المحامون والإعلاميون. ليس ذلك فقط، فحسب مصدر أمنى، تم تمشيط القاعة بالكامل، وقفص الاتهام، ومنصة المحكمة، واستُدعيت قوات الجيش، الموجودة فى الأماكن القريبة من الأكاديمية ومحكمة التجمع الخامس، لتأمين المحاكمة. ولكن ماذا عن المحامين «الكوايتة»، الذين أعلنوا تصديهم للدفاع عن «المخلوع»؟ مصادر قضائية فى وزارة العدل، قالت إنهم لم يحصلوا، حتى الآن، على تراخيص، تسمح لهم بالدفاع، وإنه لا بد من التصديق على توكيلاتهم، من خلال «الشهر العقارى» الخاص بالأجانب، حتى يتمكنوا من حضور الجلسة، ومن المتوقع أن يتقدموا اليوم «الأحد» إلى «الشهر العقارى» لطلب التصديق على توكيلاتهم. من جانب آخر، قال مساعد وزير العدل لشؤون إدارة المحاكم، المسؤول عن صدور التصاريح، الخاصة بحضور جلسات المحاكمة، المستشار محمد منيع، إن رئيس المحكمة، المستشار أحمد رفعت، سمح منذ الجلسة الماضية، لجميع المحامين بالحضور، دون حصول على تصريح مسبق، أما بالنسبة إلى المحامين «الكوايتة» فهم أجانب، لهم وضع خاص. «نعم، لا يُشترط حصولهم على تصريح الدخول، بعد سماح رئيس المحكمة لجميع المحامين بالحضور، ولكن لا بد من حصولهم على ترخيص للدفاع عن الرئيس السابق، حيث يتقدمون، بداية، للحصول على إذن من نقابة المحامين، وبما أن النقابة منحلة، يحصلون على الإذن ممن يتولى إدارة النقابة، بعدها يتقدمون بطلب إلى وزير العدل، للحصول على الترخيص». منيع أشار إلى أنه من المحتمل أن لا يتمكن المحامون من الحصول على الترخيص، قبل جلسة غد، نظرا إلى ضيق الوقت، فليس أمامهم إلا اليوم فقط، حيث كانت الجهات جميعا فى إجازة رسمية. أما عن موقف محامى المدعين بالحق المدنى، من حضور محامين أجانب، فقال عضو فريق الدفاع عن أسر الشهداء خالد أبو بكر، إن دفاع الشهداء لا يمانع إطلاقا فى حضور محامين أجانب أو عرب، للدفاع عن حسنى مبارك، ما داموا التزموا بالإجراءات القانونية للحصول على تصريح من وزارة العدل ونقابة المحامين المصرية، ليتمكنوا من الدفاع عن «المخلوع»، مشددا على أن الفيصل سيكون الأوراق، وطريقة سير القضية. وعن سير جلسة غد، أوضح جميل سعيد محامى اللواء أحمد رمزى، أن الجلسة ستحدد ما إذا كان سيناقش شهود الإثبات أم سيستغنى عن ذلك الطلب وفقا لما سيبدونه فى المحكمة، مضيفا أنه سيقدم إلى المحكمة بعض الأوراق والمستندات الجديدة، التى حصل عليها من أحراز القضية، مشيرا إلى أن المحامين الكويتيين، الذين سيدافعون عن مبارك، لن يؤثروا على موقف باقى المتهمين. يأتى هذا فى الوقت الذى قامت فيه سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق، بالزيارة الرابعة لنجليها علاء وجمال مبارك ظهر أمس فى سجن طرة، وكان برفقتها زوجتا نجليها هايدى راسخ وخديجة الجمال وحفيدها عمر، وقدمت سوزان لنجليها ملابس بيضاء جديدة استعدادا للمحاكمة. وفى القليوبية أجلت محكمة جنايات شبرا الخيمة برئاسة المستشار رضا البندارى، القضية المتهم فيها اللواء فاروق لاشين مدير أمن القليوبية السابق، وعدد من معاونيه بقتل المتظاهرين إلى أكتوبر القادم.