كنا ندرك لسنوات طويلة أنه لن يتفوق مسؤول حكومى على وزير الإعلام العراقى محمد سعيد الصحاف فى فترة حكم صدام حسين.. لكن أطل علينا بطلعته البهية موسى إبراهيم المتحدث الرسمى باسم الحكومة الليبية، ليتفوق على نظرائه الذى يتبارون فى الكذب الإعلامى والنفاق للحكام.. فموسى إبراهيم لم ينف دخول «العلوج» للعاصمة العراقية بغداد، بينما هم وراءه مباشرة، ولكنه أيضا حتى بعد هروبه وفراره أصر على أنهم يسيطرون على طرابلس، وأنهم سينتقمون من الثوار وممن وصفهم ب«الصليبيين». مشهد دراماتيكى، فالثوار يحتفلون فى الساحة الخضراء وفى مقر إقامة القذافى بباب العزيزية، و«صحاف ليبيا» يخرج ليؤكد أنهم يسيطرون على العاصمة، وأن هناك فقط بعض المتسللين فى منطقة أو اثنتين.. الغريب أن «صحاف ليبيا» ليس من الحرس القديم ولا هو قائد عسكرى، بل هو مجرد شاب مدنى اعترف بأنه تعلم الكذب فى بريطانيا.