تقدمت الجماعة الإسلامية عبر صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أمس إلى لجنة شؤون الأحزاب بأوراق حزب البناء والتنمية المنبثق عنها، تمهيدا لأخذ الموافقة على تأسيسه. وتقدمت الجماعة إلى لجنة شؤون الأحزاب بأكثر من 6500 توكيل بعد استبعاد بعض التوكيلات التى استخرجت بموجب بطاقات منتهية الصلاحية، أو أن أصحابها لم يتم رد الاعتبار إليهم بموجب أحكام قضائية صدرت بحقهم. وضمت أوراق الحزب أكثر من 1500 توكيل من سيدات يرغبن فى الانضمام إلى حزب البناء والتنمية، كما ضم أيضا توكيلات لأكثر من 10 من الأقباط. وكان من المقرر أن يتم تقديم أوراق الحزب منذ فترة إلا أن إجراء بعض التعديلات فى برنامج الحزب قد حال دون ذلك. جدير بالذكر أن الجماعة الإسلامية قررت المشاركة فى الحياة السياسية الجديدة من خلال حزبها، الذى أعلنت مؤخرا عن تأسيسه، وعقدت مسابقة بين أعضائها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» لاختيار اسم الحزب، الذى أجمعت الآراء على اختيار «البناء والتنمية» كاسم له. التعليق: العزباوى: الإسلاميون لديهم شغف بالسياسة يظهر فى تأسيس أحزاب جديدة يسرى العزباوى، المتخصص فى الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية: للوهلة الأولى نستطيع القول إن التيار الإسلامى خرج من «القمقم» بعد الثورة، فأصبح لدى الإسلاميين شغف المشاركة فى الحياة السياسية، إلا أنهم يدرجون أنفسهم بشكل خاطئ، صحيح أن لهم الحق فى المشاركة، إلا أنه يجب عليهم طرح أنفسهم فى إطار من التوافق الوطنى الذى دائما ما يخرجون عنه، وربما تكون مشكلتهم الأولى هى احتمالية حدوث صدام بينهم وبين التيارات الليبرالية والاشتراكية وغيرها، غير أن لعبة الأحزاب التى تحدث بين التيارات السياسية المختلفة بها قدر كبير من المناورات والتحالفات والتلاعب السياسى، وتحكمها المصلحة كهدف أول، وعلى الإسلاميين إدراك ذلك وتحديد قدرتهم عليه وموقفهم منه، والإجابة عن سؤال إن كان هذا التلاعب من الإسلام فى شىء. التحليل: الموافقة على أحزاب للتيارات الدينية تعطيها فرصة للانفتاح الفكرى والسياسى.. إن أرادت قانون الأحزاب فى مصر يمنع تأسيس أحزاب على أساس دينى، إلا أن لجنة شؤون الأحزاب عمليا لا تعترض على تأسيس تلك النوعية من الأحزاب، وهو ما رأيناه فى السماح بتأسيس حزب النور مثلا وهو المحسوب على السلفيين وأحزاب أخرى على شاكلته، تتجنب التعبير فى برامجها عن موقف واضح وتفصيلى إزاء قضية الديمقراطية والمواطنة. فالتيارات السلفية والجماعة الإسلامية على سبيل المثال كثيرا ما رفضتا هذين المبدئين قبل الثورة، لأن الأول يستند إلى حكم الشعب وهو ما يعارض حكم الله فى ظنهم، أما الثانى فيكفل حق ترشح المرأة والأقباط للمواقع القيادية فى الدولة، أما بعد الثورة فلم يضع أى من الفصيلين تأصيلا نظريا أو أيديولوجيا يعبر عن قناعته بالمبدأ الأول على الأقل الأحزاب عامة فرصة لتنظيم جماعات لم تكن منظمة من قبل، قد تتجه ممارستها إلى مزيد من الانفتاح الفكرى والسياسى، بحكم ما هو مفروض عليها من خلال العمل السياسى المعلن، ومحاولات كسب تأييد الجماهير.