أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية، اليوم الاثنين، استقالة وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيجل" مثيرةً بهذا كثيرًا من الجدل حول الأسباب الحقيقية التي أدت لاستقالة "هيجل" "هيجل" الذي كان عضوًا سابقًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نبراسكا، خرج يوم الاثنين ليعقد مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا مع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" معلنًا فيه استقالته، حيث سمى فترة خدمته في وزارة الدفاع "أكبر شرف حظى به في حياته". ولكن يبدو أن المشهد أقل بهجة مما يبدو عليه في الواقع حيث جاءت هذه الاستقالة في جو عام من الانتقاد الشديد الذي يواجهه النظام الأمريكي في التعامل مع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الشام والعراق، الذي تقود أمريكا ضده تحالفًا عسكريا دوليا للقضاء على خطورة هذا التنظيم. يرجع هذا الانتقاد في الأساس لعدم وضوح السياسة العسكرية للولايات المتحدة تجاه ما يحدث في الشام والعراق بشكل خاص، والتي تعتمد في المقام الأول على مقترحات وزارة الدفاع للبيت الأبيض. ولهذا فإن مصادر عليا في الإدارة الأمريكية ذكرت أن استقالة "هيجل" جاءت بعد عدم رضا البيت الأبيض عن مقترحات "هيجل" لمحاربة تنظيم "داعش" حيث كانوا يشعرون بأنها مقترحات غير مبتكرة، وأضافت أن تلك المقترحات لم تصل لما يطمحون إلى سماعه. على الجانب الآخر، وطبقًا لما ذكره موقع "إن بي سي نيوز"، فإن أحد كبار المسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية أشار إلى أن "هيجل" كان يفكر في ترك منصبه منذ أكتوبر الماضي قبل أن يكمل سنتين، حيث عُين في فبراير من العام 2013. طبقًا لمصادر متعددة، فإن "هيجل" قد تم تعيينه في منصبه كوزير للدفاع لإدارة الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق وأفغانستان، ولكن باحتدام الحرب ضد تنظيم "داعش"، نما شعور بأن "هيجل" لم يكن على قدر التعامل مع هذه المهمة بشكل كافٍ، حيث وجد "هيجل" نفسه يواجه حربًا متزايدة، بدلًا من سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. أيضًا، فإن "جون ماكين"، المنافس الرئاسي السابق والسيناتور الجمهوري عن ولاية "أريزونا" صرح قائلًا: إنه كان يعلم أن "هيجل" مصاب بالضيق والإحباط بسبب سياسة الإدارة الأمريكية الأمينة وعملية صنع القرار بشكل عام. وافق هذا الرأي جريدة "وول ستريت جورنال" حيث ذكرت أن خلافًا سريا حدث بين "هيجل" ومسؤولي الأمن الوطني في البيت الأبيض حول استراتيجيات الإدارة الأمريكية في إدارة الموقف الحالي في أوكرانيا وسوريا. من جانب آخر، فإن المسؤولين الأمريكان يرون أن هذه الاستقالة تمثل بداية لمرحلة جديدة ومختلفة من التعامل الأمريكي مع خطر تنظيم "داعش" تختلف عما كان يطبقه "هيجل" والذي كان يكافح لإيصال وجهة نظر واضحة وكان يتم اعتباره وزير دفاع سلبي من قطاع كبير من الأمريكان. من المعروف أن "هيجل" سيبقى في منصبه بعد تقديم الاستقالة حتى يتم تسمية خليفته في وقت قصير.