علقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير بعنوان «مصر تعيد مسؤولاً معاديًا للولايات المتحدة»، على قرار تعيين الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرة التعاون الدولي السابقة فايزة أبو النجا مستشارًا للأمن القومي. وقالت الصحيفة الأمريكية إن أبو النجا قادت منذ عامين حملة اتهامات جنائية ضد جمعيات غير هادفة للربح، زعمًا أنها عميلة لمؤامرة أمريكية لإضعاف وزعزعة استقرار مصر. وتابعت نيويورك تايمز "إن أبو النجا أثارت أحد أكبر الأزمات في تحالف القاهرة مع واشنطن منذ 35 عامًا، وأنها كانت سببًا في اختباء نجل راي لحود، وزير المواصلات الأمريكية، في السفارة الأمريكية لأسابيع خوفًا من اعتقاله. مضيفة أن هذه الأزمة أثارت تهديدات شخصية، والتماسات من قبل الرئيس أوباما إلى كبار قادة الجيش فى مصر". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن عودة أبو النجا "تسلط الضوء على تجاهل حكومة السيسي المستمر للتحالف مع واشنطن، فضلا عن النظرة المريبة للمنظمات المدنية". ونقلت الصحيفة عن مايكل وحيد حنا، الباحث المصري الأمريكي في سنشري فاونديشن، أن حقيقة أن أبو النجا وجه مألوف يجعل من هذه الخطوة «صفعة واضحة» على وجه الولاياتالمتحدة. وتابعت نيويورك تايمز أن أبو النجا شغلت منصب وزيرة التعاون الدولي عدة سنوات في نظام حسني مبارك، الذي كان يعتمد عليها في مساومة واشنطن من أجل الحصول على 250 مليون دولار معونة أمريكية غير عسكرية سنويا. موضحة أنه بعد سقوط مبارك في فبراير 2011، ظلت أبو النجا ضمن عدد من الوزراء في الحكومة الانتقالية. ونقلت الصحيفة قول أبو النجا في وقت تلك الأزمة قبل مداهمة مكاتب المنظمات «لا يمكن أن تخلق الولاياتالمتحدة وإسرائيل حالة فوضى بطريقة مباشرة، لذلك استخدموا وخصوصًا الأمريكيين التمويل المباشر كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف، تظهر الأدلة وجود نية واضحة ومحددة لإجهاض أي فرصة لصعود مصر كدولة حديثة وديمقراطية ذات اقتصاد قوي لأن هذا سيشكل التهديد الأكبر للمصالح الأمريكية والإسرائيلية ليس فقط في مصر ولكن عبر المنطقة بالكامل». وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أبو النجا اختفت عن الأنظار بعد انتخاب محمد مرسي رئيسًا عام 2012. مضيفة أن عودتها كمستشارة للأمن القومي تتزامن مع دلائل جديدة، وأن الحكومة ربما تقمع مرة أخرى الجمعيات غير الهادفة للربح. وأخيرًا نقلت الصحيفة الأمريكية عن سكوت ماستيك، المدير الإقليمي للمعهد الجمهوري الدولي «بعيد عن الطبيعة الشائنة لإجراءاتها، كيف يمكننا أن نأخذ على محمل الجد أنهم يقلبون صفحة، بينما يعودون إلى شخصيات من الماضي ألحقت الضرر جدا بالعلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية».