كتبت : رباب فارس أجمع خبراء عسكريون واستراتيجيون على أهمية الخطوة المصرية الهادفة لإقامة منطقة عازلة خالية من المباني والمنشآت بالشريط الحدودي مع غزة على الحدود الشمالية الشرقية حماية للأمن القومي المصريين، مؤكدين أن القوات المسلحة ستتمكّن من تجهيز مسرح العمليات. وأكد الخبراء أن الأنفاق بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، والتي يجرى العمل حاليًا على إقامة المنطقة العازلة بها، هي أحد المصادر الرئيسية لدخول الجماعات والعناصر التكفيرية المسلحة إلى سيناء وتقديم الدعم اللوجستي لهم وإمدادهم بالأسلحة والذخائر وتعتبر المخبأ لهم بعد تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة . من جانبه، قال الدكتور قدري سعيد، الخبير الاستراتيجي، إن المستهدف من إخلاء الشريط الحدودي يأتي تمهيدًا للقضاء على الإرهاب من أرض سيناء واقتلاعه من جذوره والقضاء على أسبابه وعلى رأسها هدم الأنفاق التى تم بناؤها بمختلف الأشكال والأحجام؛ حتى أصبحت أحد أبرز التهديدات المؤثرة على الأمن القومى المصري والتى تهدد الاستقلال الأمني في سيناء. الخبير الاستراتيجي شدد ل«التحرير»، على أن إقامة منطقة مؤمّنة بإمتداد الشريط الحدودي التي تم التصديق عليها خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني واجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأخير عقب الهجوم الإرهابي الأخير بسيناء سيمكّن القوات المسلحة من التصدي لمخاطر الأنفاق على الأمن القومى المصري في إطار استراتيجية متكاملة تكفل القضاء نهائيًا على هذه المشكلة، وذلك في ضوء تطور الأساليب والوسائل التي تستخدمها العناصر الإجرامية في حفر وبناء تلك الأنفاق داخل المنازل والمزارع المنتشرة على الشريط الحدودي برفح، وحتى دور العبادة التي لم تسلم من العبث بها وحفر الأنفاق بداخلها. بدوره، أكد الخبير العسكري، اللواء حمدي بخيت، أن الدولة بإقامتها منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فإنها تحاول السيطرة على هذا الجزء الهام من أراضيها وإقامة حائط صد ضد الأخطار القادمة عبره، لافتًا إلى أن الأنفاق تعد خطرًا على الأمن القومى المصري وتم استغلالها في تهريب الإرهابيين والسلاح علاوة على تهريب البضائع وتأثيرها السلبى على شباب المناطق الحدودية. الخبير العسكري إنتقد فى حديثه ل«التحرير»، بعض الأصوات القليلة التي اعترضت على إقامة منطقة عازلة من خلال نقل سكان المنطقة الحدودية المتاخمة لغزة إلى الداخل بمسافات محددة حتى يتفرغ الجيش للقضاء على الأنفاق وآثارها تمامًا وبسط نفوذ الدولة الشرعي على حدودها، مذكرًا بما شهدته مدن القناه من تهجير إبّان الحرب، معربًا عن ثقته في مصرية ووطنية أبناء المنطقة في تلبية نداء الأمن القومى المصري والانتقال طواعية وفقا للتعليمات التي فرضتها الظروف والأخطار المحدقة بنا في هذه المنطقة. بخيت أوضح، أن الدولة أعطت لهم تعويضات وأماكن بديلة عن ممتلكاتهم خاصة وأن الأخطار جسيمة ولابد من تلبية نداء الوطن. فيما أكد الخبير الإستراتيجي الدكتور محسن شلبي، أهمية المنطقة العازلة على الحدود الشرقية؛ لأنها ستقضى على الإرهاب فى وقت قياسي ،مشيرًا إلى أن هدم بعض المنازل على الحدود هدفه هدم الانفاق خاصة أن الحادث الإرهابي الأخير أكد أن الخطر قادم من الأنفاق. ولفت إلى أنه بعد الحادث الإرهابى الغادر الأخير أصبح الأمن القومى المصري على المحك، مشددًا:" كان من الضروي إخلاء الشريط الحدودي لإقامة المنطقة العازلة، مبينًا أن مثل تلك المنطقة تمكنّا من حل المشكلة بشكل جذري فأمن مصر القومى يجب وضعه فوق أى اعتبار. شلبي لفت إلى أن هدم المنازل على الشريط الحدودى أمر كان لابد منه خاصة أن هناك أنفاق تؤدى إلى هذه المنازل لذلك كان لابد من هدمها . واتفق معه فى الرأى الخبير الإستراتيجى اللواء أحمد عبد الحليم، قائلا:" إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة بمثابة تجهيز لمسرح العمليات للقوات المسلحة؛ تمهيدًا لغلق صفحة الأنفاق المؤرقة للأمن القومى المصري إلى الأبد، وفى نفس الوقت فهي الأساس الذي من خلاله يتم عمل تأمين للمصريين، خاصّة أبناء سيناء المدنيين على المناطق الحدودية. وشدد عبدالمنعم على أن إقامة منطقة عازلة مؤمّنة على الحدود، هي عملية هامة لكسب المعركة مع الإرهاب، مشيرًا إلي ضرورة تمتع سكان هذه المناطق بالوطنية ويروا الخطر الداهم فى استمرار الوضع الحالى، لأن ما نعيشه في هذه الأيام يعد من أخطر الفترات في تاريخنا. واختتم الخبير الاستراتيجي تصريحاته مؤكدًا قدرة القوات المسلحة في فرض الأمن على الحدود والقضاء على خطر الانفاق والارهاب معًا وأيضًا فى قدرة الدولة فى تنفيذ رؤيتها لضبط هذه المنطقة الهامة مع تعويض المرحلين من هذه المنطقة الحدودية إلى الداخل بشكل مناسب، مشيرًا إلى أن كل شىء يهون أمام مصلحة مصر العليا، وأنه لا يمكن إدارة معارك مع الإرهاب وسط المواطنين الأمنين، خاصة أنه قد وجد داخل هذه المنازل أنفاق تعتبر خطر على الأمن القومي وتساعد على دخول وتهريب الإرهابيين.