ساعات من الرعب والخوف قضاها 25 صينيا إضافة إلى مترجمان مصريان وسائق حافلة بعد أن تم اختطافهم من جانب مجموعة بدوية مسلحة، أطلقت على نفسها الموحدين من أبناء سيناء، حيث كانوا في طريقهم للعمل داخل أحدى مصانع الأسمنت التابعة للقوات المسلحة بالقطاع الأوسط من شبه جزيرة سيناء. تأتي عملية الاختطاف التي انتهت بعد نحو 20 ساعة تقريبا بإطلاق سراح الصينيين فجر اليوم، بسبب تجاهل أجهزة الأمن لمطالب المجموعة البدوية والخاصة بالإفراج عن خمسة من الذين صدرت ضدهم أحكاما قضائية في تفجيرات طابا ونويبع التي وقعت عام 2004 وقتل وأصيب فيها العشرات من المصريين والإسرائيليين والأجانب، وأيضا المطالبة بوقف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل وفتح معبر رفح بشكل كامل. الصينيين الذين تم إطلاق سراحهم احتجزوا كرهائن داخل خيمة بدوية بصحراء لحفن جنوبي غربي العريش، أكدوا أن الخاطفين أحسنوا معاملتهم وأنهم قدموا لهم الطعام والشراب طوال فترة الاحتجاز، وأنهم جمعيا بصحة جيدة ولم يتعرض لهم أحد من الخاطفين بأي أذى. إطلاق سراح الرهائن الصينيين تم بعد مفاوضات تمت بين المجموعة المسلحة التي أطلقت على نفسها الموحدين من أبناء سيناء وبين قيادات أمنية كبيرة بشمال سيناء، حيث تم الإتفاق على إطلاق سراح سجناء البدو الخمسة خلال خمسة عشر يوما . العشرات من البدو الملثمين وأسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة مثبتة فوق شاحنات صغيرة بالإضافة إلى مدافع أر .بي جي كانت هي المشاهد الأبرز في منطقة احتجاز الرهائن الصينيين. وتسلم مسؤول كبير بالسفارة الصينية بالقاهرة الرهائن الصينيين بعد أن وصلوا إلى مدينة العريش عاصمة سيناء الشمالية. وقال أحد أفراد المجموعة البدوية: نحن أبناء سيناء من الموحدين نطلب بإخراج جميع المعتقلين من أبناء سيناء وعلى رأسهم الشيخ محمد جايز وأسامة النخلاوى ويونس أبو جريط وبسام الحريري والشيخ محمد أبو رباع، وجميع أبناء سيناء وهذا المشير طنطاوي إخرج جواسيس إسرائيل وسلمهم في تل أبيب ويصدر الغاز إلى إسرائيل ويقفل معبر رفح. أكد «مايا جيان سو» مستشار سفارة الصين بالقاهرة أن ماحدث نحو احتجاز الصينيين العاملين بأحد مصانع الأسمنت بسيناء هو مجرد حادث عارض، ولن يوثر على العلاقات الصينية المصرية المميزة في مختلف المجالات. وأعلن أثناء لقاءه مع اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء بعد إخلاء سبيل الصينيين، أن ماحدث لن يؤثر أيضا على انتظام الجانب الصيني في العمل في مصنع الأسمنت، مشيرا إلى أنه كان مجرد احتجاز وليس اختطاف وأن مصر أدارت الأزمه بنجاح. كما قدم المسئول الصيني الشكر للسلطات المصرية ومحافظة شمال سيناء لجهودها في التحرك فور الاحتجاز وسرعة إنهاء الموضوع. ومن جانبه أكد اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء على قوة العلاقات بين مصر والصين وعدم تأثرها بهذا الحادث العارض، مشيرا أن مطالب أبناء سيناء ليست جديدة وجارى دراسة المطالب الشرعية لتحقيقها .