ظهرت من جديد صراعات وانشقاقات مشايخ الطرق الصوفية، حيث شهد حزب «التحرير الصوفي» خلال الساعات الماضية خلافات واسعة بين رئيسه السابق إبراهيم زهران والرئيس المنتخب وفقًا للانتخابات التي أجريت على منصب رئيس الحزب، الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية. وقال زهران «إن ما يسمى عقد الجمعية العمومية التى ترتب عليها سحب الثقة من شخصى وإجراء انتخابات على منصب رئيس الحزب والإتيان بالشيخ علاء أبو العزائم بمثابة تصرف غير قانونى وباطل ويتنافى مع قانون تكوين الأحزاب والامتثال إلى اللائحة التنفيذية للحزب، والتى نصت على أنه يشترط لعقد جمعية عمومية اكتمال النصاب القانونى، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع فى انتخابات رئاسة الحزب»، على حد قوله. وأشار إلى أنه «لا يجوز لأشخاص تم فصلهم من العضوية لأسباب خاصة بالحزب، أمثال أبو العزائم وعصام محيى الدين، أن يقوموا بتوجيه دعوة إلى أعضاء الحزب لعقد جمعية عمومية لسحب الثقة وإبرام انتخابات، فهى إذن انتخابات باطلة وما بنى على باطل فهو باطل». ويعتزم زهران الاستناد إلى فصل أبو العزائم أمام القضاء، لكشف ما اعتبره تزويرًا وبطلانًا لتلك الانتخابات، متسائلًا: «كيف لشخص مفصول أن يتولى رئاسة الحزب؟!». وأوضح زهران ل«التحرير» قائلًا: «لا أزال الرئيس الشرعى للحزب وأمارس أعمالى وفقًا للتفويض الذى أمتلكه من قبل لجنة شؤون الأحزاب، الذى ينص على أننى الرئيس الشرعى للحزب»، مؤكدا أنه «إذا كانت الانتخابات صحيحة، فعلى أبو العزائم أن يتوجه إلى لجنة شؤون الأحزاب للحصول على تفويض بممارسة عمل رئاسة الحزب ، وفقًا للقانون لا بالجلوس على المقاهى والادعاء بالباطل أنه رئيس الحزب، فبالقانون وليس بالبلطجة أبو العزائم بعيد كل البعد عن رئاسة الحزب». وعبر الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، عن استيائه الشديد من تصريحات زهران عن نتيجة الانتخابات ومدى صحة الجمعية العمومية المنعقدة رغم حضور 450 عضوًا من أعضاء الحزب، وقال: «الانتخابات تمت وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة فى أى انتخابات لرئاسة الحزب، فى حين أن الجمعية العمومية التى أتت بزهران حضرها 100 عضو فقط». وأضاف أبو العزائم فور عودته من فرنسا «الأصل فى التصوف هو الأخلاق والنزاهة والبعد عن المطامع الدنيوية وقلب الحقائق»، مؤكدًا: «لا يليق لأشخاص تجاوزوا السبعين من عمرهم -ويقصد زهران- أن يشوشوا على الحقائق». ونوه شيخ الطريقة العزمية إلى أن الجمعية العمومية المنعقدة خلال الأسابيع الماضية، أسفرت عن فوزه بمنصب رئيس الحزب بنسبة 97%، وقال: «الجمعية جاءت بناء على إرادة أغلب أعضاء الحزب بضرورة عقدها لسحب الثقة وإجراء انتخابات نزيهة وقانونية، بعدما وصل الحزب إلى أسوأ حالة فى عهد زهران الذى لم يكن له أى دور سياسى بارز يليق بشخص يترأس حزبًا صوفيًّا ويوجد أعضاؤه فى شتى ربوع الجمهورية ولهم أتباع ومريدون فى كل منطقة، وأن حديثه عن حصوله على جواب من لجنة شوؤن الأحزاب بممارسة عمله مخالف للقانون، فليس للجنة تحديد أو تعيين رئيس الحزب طبقًا للقانون». وتابع أبو العزائم: «زهران ليس مؤهلًا لتولي رئاسة الحزب، الأمر الذى أكدته نتيجة الانتخابات وأيضًا ممارساته السابقة، حيث لم يهتم خلال فترة توليه الحزب سوى بجمع الأموال، لدرجة قيامه ببيع بعض مكاتب الحزب»، مؤكدًا «فور وصولى من فرنسا سأتولى مهام منصبى والعمل على النهوض بالحزب، بإدخال الشباب فى العمل الحزبى داخل "التحرير المصرى"، واختيار الأكفاء منهم لخوض الانتخابات على قوائم الحزب». وعن موقف الحزب من سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال: «الحزب سوف يخوض سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة من باب المشاركة الإيجابية، لتحمل أعباء المسؤولية الوطنية مع باقى شركاء الوطن، متحالفًا مع حزب حماة الوطن من خلال المنافسة على القوائم والفردى بأبناء من الصوفية وغيرهم، فمعيار الكفاءة والنزاهة هو الفيصل فى تلك المسألة».