جاء عم سعيد مصدوما، فالمنتخب العسكرى الذى علق عليه آماله هو والملايين قد أثبت فشله، وتلقى هزيمة ساحقة، زادت من سوئها تصرفات بعض أفراده الحمقاء. فعم «سعيد» بحسن نيته وتعلقه وانبهاره بكل من هو عسكرى أو ينتمى إلى الجيش لم يكن يتوقع هذا السلوك. أسرع عم سعيد إلى صورة المنتخب اللى وضعها من قبل على الحائط، نزعها فى غضب قائلا: أنا كنت فاكرهم غير كده! التفت إليه أحمد ثم عاد ليكمل حديثه مع الشباب: الموضوع دخل فى مرحلة خطيرة جدا، المجلس العسكرى واخد إجراءات تصعيدية ضد كل الحركات السياسية، شكلنا داخلين فى مرحلة سودا، هنرجع نبقى مطاردين ومهددين بالاعتقال والقبض والخطف تانى. على: تتوقعوا أن الموضوع ممكن يوصل للدرجة دى؟ خالد: طبعا، الواقع مابيحملش دلالات غير كده، اللى حصل مع المتظاهرين فى العباسية، واستخدام نفس أسلوب أمن الدولة، والبلطجية والفلوس اللى ادفعتلهم، محدش يقولى أبدا إن الناس دول كانوا من الأهالى.. دول كان معاهم كمية سلاح أبيض غير طبيعية، الموضوع كان مترتب له، وده اللى قالوه أهالى العباسية. وأنت سمعت بنفسك يا على الشاب اللى حكى عن المجموعات الغريبة اللى كانت بتلف عليهم فى المنطقة، بتحذرهم من أن متظاهرين التحرير جايين يولعوا فى بيوتهم ويقتحموها. على: كمان الخطاب السياسى للمجلس، وفكرة استخدام نفس أسلوب النظام السابق والاتهام بالخيانة والعمالة، ده بيقول إننا هنرجع تانى قريب لمرحلة ما قبل خلع مبارك. أحمد: السؤال اللى أنا مستغربله، لما المجلس العسكرى بيوصف المجموعات اللى صنعت الثورة بالعمالة والخيانة، وأنها اتدربت على إيد الأمريكان، ليه دعم الثورة، ليه انحاز للثوار؟ مش المجلس بيقول إنه بيستمد شرعيته من الثورة، وهما دلوقتى بيقولوا إن الثورة صناعة أمريكية.. قمة التناقض. خالد: فى تقديرى أن القصة ملهاش علاقة بالتناقض، الموضوع متعلق بأسلوب حكم البلد فى الفترة ديه، واللى مابيختلفش تماما عن نظام مبارك، إحنا اللى كنا بنوهم نفسنا، كل الشواهد بتقول كده، بداية من كشف العذرية، مرورا بوقائع التعذيب اللى تمت على إيد الشرطة العسكرية، التباطؤ فى تحقيق كل المطالب الثورية، وانتهاء باللى حصل فى العباسية. وأخيرا رجعنا تانى لإرهاب الصحفيين والإعلاميين، اللى حصل مع دينا عبد الرحمن ده مش معناه حاجة عابرة، بالعكس ليه مدلولات خطيرة أهمها إعادة الرقابة على الإعلام والتضييق عليه، وزيادة الخوف والرقابة الذاتية اللى بيمارسها الصحفيين على نفسهم. على: يا راجل ده أنا أول ما سمعت البيان رقم 69 افتكرت ثورة 23 يوليو، وانتهاء شهر العسل ما بين القوى السياسية والجيش.. افتكرت الكلام اللى فضل الجيش يقوله عن التطهير والخيانة، وبعدها تم تصفية كل الأحزاب القائمة وجماعة الإخوان المسلمين. أحمد: بس فى الآخر أى حد هيراهن على حاجة غير الاستجابة لمطالب الشعب هيخسر، حتى لو راهن على قطاع من الناس موهوم بعبارات الاستقرار، وبينخدع بالكلام عن عجلة الإنتاج،. خالد: بس أنا برضه متفائل. أحمد: كل ده ومتفائل؟؟!! خالد: لأنى شايف أن الرسالة وصلت، وأن المسيرة اللى ضمت 20 ألف واحد بعد ما قطعت نص الطريق فى ظل هجوم إعلامى شرس، لو كانت كملت كانت هتضم أضعاف الرقم.. المسيرة وصلت رسالة مفادها أن مفيش حاجة اسمها خطوط حمرا، وأن الشعب مش هيسكت على أى إجراءات تتخذ ضد الثورة.. وأن أى حد هيتولى إدارة البلد دى عليه أنه يختار بين حاجة من اتنين، إما أنه يلبى مطالب الثورة، وإما أنه ينول نفس مصير مبارك، مفيش اختيارات.. الشعب اللى قبل أنه يقمع على مدار 30 سنة خلاص مش هيسمح أن ده يحصل تانى. وهنا صاح عم سعيد قائلا «أيووووه جااااى».