مجرد ذكر اسمه كان يرج جنبات المنشأة الجديدةبشبرا الخيمة. الأسنان تصطك رعبا، والأيادى ترتجف هلعا، لأن مجرد اسم حمدان الصعيدى يعنى الموت، يعنى أن تترمل امرأة، يعنى أن تتيتم طفلة، يعنى اغتصاب، وسرقة بالإكراه، يعنى دخان المخدرات الأزرق الذى يفوح فى ليالى الشر المعربدة. لكنه سقط.. القبض عليه لم يكن مجانا، إنما كانت فاتورته نفسا بشرية، أستأصلها المجرم من الوجود ب20 طلقة فى جميع أنحاء جسده، دون أن يرحم أن يكون للرجل أم أو امرأة أو طفل. حمدان الصعيدى يطلق 20 رصاصة على سائق. وشبرا الخيمة تتلقى الخبر همسا فى بداية الأمر، ثم ينتشر الخبر فى الإذاعات الشعبية، على المقاهى، وفى المساجد والكنائس، وداخل جدران البيوت، حتى يصل إلى اللواء محمد القصيرى، مدير المباحث الجنائية، إخطار من العقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، أن حمدان قاتل وشقى، وفى كل مرة يكون ثمن فشل القبض عليه باهظا، وهذه المرة كان الثمن جثة الشاب السائق ملقاة فى الطريق العام، تفوح منها رائحة الرصاص، بينما الشقى يعربد بين أفراخ الجريمة غير مكترث. التحريات التى أجراها الرائد محمد نصر، رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة، أكدت أن أحمد محمد عوض، 28 سنة، سائق لودر، مات لأنه رفض أن يرضخ لحمدان الصعيدى، وذلك عندما كان يسير بسيارته فضيق عليه المجرم الطريق، فسبه المجنى عليه، فنزل سفير الشيطان وأمطر السائق الشاب بأكثر من 20 رصاصة من سلاحه الآلى، ثم ركب سيارته وانطلق كأن شيئا لم يكن. المنظر ليس لعصابة أمريكية. الشهود الذين رأوه أصابهم الجنون وعدم القدرة على النطق، وهذا ما جعل كل أجهزة مديرية أمن القليوبية تتعاون من أجل القبض على المجرم حماد عبد الرؤوف عزيز، وشهرته حمدان الصعيدى، ليسقط أخيرا بمنزل حماته، ومعه سلاح آلى و900 طلقة و3 فرد خرطوش وفرد روسى محلى الصنع و250 طلقة «9 مللى» وكمية من المخدرات، كما تبين من رصيده الجنائى العامر بالجريمة أنه هرب من السجن فى أثناء أحداث ثورة يناير من العام الماضى، ومطلوب للتنفيذ فى 34 قضية متنوعة ما بين قتل وسلاح وسرقة بالإكراه، كما أكد شهود من المنطقة التى يقطن بها حمدان أن أهل الخير كثيرا ما تعاونوا على محاولة إصلاح حاله، وجمعوا له مبالغ من المال لزواجه ومساعدته فى تأسيس مشروع تجارى بدلا من عيشة البلطجة، لكنه كان يأخذ الأموال ويستمر فى طغيانه، لدرجة أنه -وبحسب أحد الشهود- فى المرة الأولى التى ذهب فيها إلى المسجد، دخل بسلاحه الآلى واصطحب معه أكثر من 10 من أعوانه مدججين بالأسلحة الآلية، مما أثار الرعب وسط الناس والمصلين. شبرا الخيمة أقامت أمس عرسها محتفلة بالقبض على الشقى الذى حبس عنهم الحياة طوال هذه الأشهر الماضية.