ذكرى ثورة 25 يناير التى أطاحت بالمخلوع حسنى مبارك لم تمر مرور الكرام على الصحافة العالمية التى خصصت لها تغطية خاصة، وتباينت ردود فعلها ما بين المتفائلة والمتشائمة حول مستقبل مصر الجديدة. فوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أكدت أن احتشاد الآلاف أمس الأربعاء فى الذكرى السنوية للثورة، أظهر بصورة جلية الانقسامات السياسية الواضحة والعميقة بين الليبراليين والإسلاميين. ووصفت الوكالة الأمريكية كيفية انقسام ميدان التحرير بين الجماعات الليبرالية التى تطالب بسقوط حكم العسكر، وسرعة تسليم السلطة للمدنيين، وبين الإسلاميين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، الذى نزلوا الميدان للاحتفال، وشكلوا درعا بشريا حول منصتهم، تجبنا للاحتكاكات، ورددوا شعارات وهتافات دينية. أما صحيفة «دايلى ميل» البريطانية فخصصت تقريرا تحت عنوان «الآلاف يزحفون لميدان التحرير»، وأكدت أن هتافاتهم التى رجت الميدان مثل «يسقط يسقط حكم العسكر» و«ثورة ثورة حتى النصر»، تدل على أنهم لن يستسلموا بسهولة ومسيراتهم الاحتجاجية ستملأ شوارع مصر كلها لا القاهرة فحسب، خصوصا أن هناك قلقا بالغا من قبل النشطاء، بحسب الصحيفة، من أن جنرالات الجيش ينتوون تسليم السلطة، واتهموهم بعرقلة مسيرة الإصلاحات. أما مجلة «تايم» الأمريكية التى أفردت تقريرا مطولا لتغطية الذكرى الأولى للثورة، فهى تقول إن الدرس الذى تعلمه المصريون من هذه الثورة هو أنهم ليسوا بحاجة إلى أن ينتظروا بصبر وبشكل سلبى، على أمل أن يحدث تغيير عادل، فى حين أن الأمور يمكن أن تحدث بشكل سريع عندما يقررون مصيرهم بأيديهم. وتشير إلى أنه بينما يشهد البلد الذكرى الأولى للثورة، فإن الآلاف يعودون إلى الشوارع من جديد، ليس للاحتفال بإنجازات العام الماضى، بل لإنجاز المهمة التى لم تستكمل. والدرس الذى تعلمه كثير من المصريين من الإطاحة بمبارك هو أن الإطاحة بطاغية ليست نفس الشىء كالإطاحة بنظامه.