جمعة: الجماعات الإرهابية تخوض حربًا بالوكالة لصالح قوى استعمارية جديدة.. و«الصهاينة» هم المستفيد الأكبر من تمزيق مصر محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قال إن الأيام تكشف يوما بعد يوم لونا من التحالف والتنسيق بين الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذى يعيث فسادا فى العراق والشام، وتنظيم الإخوان الدولى الذى هو على أتمّ استعداد لأن يهلك الحرث والنسل لتحقيق مآربه السلطوية ومطامعه الدنيوية، على أنه يتخذ من مصر هدفا رئيسا. جمعة شدَّد، فى بيان له، على أن تنظيم الإخوان يدرك أن نهايته فى مصر تعنى نهايته فى مشارق الأرض ومغاربها، كما يدرك داعمو الإرهاب أن صمود مصر فى مواجهة قوى الشر والإرهاب والتخريب والتدمير يعنى إفشال مخططهم فى تقسيم المنطقة والاستيلاء على نفطها وخيراتها ومقدّراتها وإنهاك جيوشها، حتى يكون جيش العدو الصهيونى المستفيد الأول من تفتيت أمتنا العربية، وتمزيق كيانها، وهو الجيش الأقوى الذى لا يقهر، كما كان يقال عنه، قبل أن يكسر الجيش المصرى شوكته ويذلّ كبرياءه فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973. جمعة لفت إلى أنه إذا أردنا أن نقضى على الإرهاب فلا بد أن نضع خطة محكمة لمواجهته، وأن نقف على حجم التحديات وطبيعة التحالفات الإرهابية، وليس شرطا فى هذه التحالفات أن تكون مكتوبة أو موقَّعة أو معلنة، لكنها قد تكون ضمنية فى ضوء ما يحقّق أهداف جماعات وقوى الظلام والإرهاب، ومَن يدعمها أو يستخدمها لتحقيق مصالحه. جمعة أضاف أنه فى الوقت الذى تعلن فيه «داعش» عن جرائمها المتتابعة، تعلن بعض قيادات الإخوان تباعا عن دعوتها للإرهاب والعنف والتخريب والتدمير، وآخرها ما ذكره أحمد المغير، أحد أهم رجالات خيرت الشاطر، حول أن الإرهاب فرضٌ والاغتيالات سُنّة، وما وجّهه محمد الصغير من قطر إلى المتظاهرين بدقّ عنق مَن يقف فى طريقهم، وبقصد أو دون قصد نطق عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، السيناتور داريل عيسى، بما يفيد الربط بين «داعش» و«الإخوان» فى ممارسة الإرهاب، وتأثير كل منهما على خيارات شعوب المنطقة، بما يثير القلق والمخاوف تجاه ما يحدث فيها من أعمال إرهابية. وزير الأوقاف شدد على أن «داعش» و«الإخوان» يخوضان حربا بالوكالة لصالح القوى الاستعمارية الجديدة التى تغيّر جلدها وثيابها، وتستخدم الخونة والعملاء والمأجورين لتنفيذ أهدافها ومخططاتها على يد المتاجرين بالدين، والدين منهم ومن أفعالهم الإجرامية براء، بل أكدنا أن هذه الأعمال لا علاقة لها بالإنسانية أو الآدامية فضلا عن الإسلام. جمعة أكد أن المواجهة الحتمية تتطلَّب إجراءات مهمة وعاجلة فى الداخل والخارج على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، أهمها أن يهبّ العلماء والمثقفون والمفكرون هبة رجل واحد فى نفس واحد لكشف زيف هذه الجماعات الإرهابية والانتحارية الضالة، وبيان عمالتها لتحقيق مصالح من يدعمونها ويموّلونها ويقفون خلفها، وسرعة التنسيق بين قيادات الدول المستهدفة، وعلى رأسها: مصر والسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، لتكوين رؤية استراتيجية غير تقليدية لمواجهة تحديات الإرهاب وقوى الاستعمار التى تدعمه، وإن تظاهرات هذه القوى بغير ذلك أو غيرت جلدها ألف مرة ومرة، فالمؤمن لا يَخدع ولا يُخدع، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول: «لست بالخب، ولكن الخب لا يخدعنا». كما أكد وزير الأوقاف أنه لا بد أن يدرك الجميع شعوبا وحكومات حتمية المصير المشترك، وقد ارتفع مستوى الوعى بذلك إلى درجة تدفع إلى الأمل، لكنها تحتاج إلى مزيد من الشجاعة والجرأة فى التعاون والتنسيق بصورة غير تقليدية تتناسب وطبيعة المرحلة وحجم التحديات التى تواجه منطقتنا العربية، خصوصا دولها الكبرى والمؤثِّرة.