يبدو أن وزارة الزراعة وضعت قدمها أخيرا على الطريق الصحيح لعلاج مشكلة الفجوة الغذائية التى اضطرت مصر إلى استيراد 47% من احتياجاتها من القمح بالعملة الصعبة، حيث أعلنت أكاديمية البحث العلمى أمس عن نجاح المرحلة الأولى لحملة زيادة الإنتاج القومى من القمح إلى 24 إردبا للفدان، وهى الحملة التى تستهدف تقليص الفجوة الغذائية خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى نسبة 27% فقط بما يعنى زيادة الإنتاج 20% عن طريق زراعة القمح على شرائح الأسرّة المرفوعة عن الأرض فى 14محافظة وفقا لنظام رى وبذر خاص. ووفقا لتصريحات الدكتور محمود صقر نائب رئيس الأكاديمية، فإنه من المرتقَب تحقيق زيادة ستصل بالدخل القومى للقمح إلى ما يوازى 3.733 مليار جنيه قياسا على سعر الإردب الحالى المقدر ب350 جنيها، موضحا أن أكاديمية البحث العلمى خصصت لتحسين إنتاجية القمح فى مصر 3 ملايين جنيه لمدة ثلاث سنوات، على أن يتم مراجعة وتقييم الزيادة الحقيقية فى الإنتاج من جهة حيادية. الدكتور عمرو فاروق عبد الخالق المنسق العام للحملة قال فى تصريحات له أمس إن أكاديمية البحث العلمى تتعاون مع مركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة، لنشر الطرق الحديثة فى زراعة القمح، خصوصا الزراعة على شرائح مرفوعة بعرض 100 سم إلى 120 سم، حيث تتم زراعة بذور القمح فى مجموعات فوق هذه الشرائح، لتوفير 40٪-50٪ من كمية البذور المستخدمة فى حالات الزراعة بالنثر أو التسطير، وتوفير 20٪-30٪ من مياه الرى، وتخفيض معدلات الفاقد لأسمدة النيتروجين الناتجة عن عملية الترشيح، بجانب زيادة حجم السنابل ووزن الحبوب وزيادة كمياتها وتيسير المكافحة الكيميائية للأعشاب الضارة وحشرة المَنّ. وحسب تصريحات فاروق فإن المشروع بدأ إمداد كل مزارع بنسبة 100% من البذور المعتمدة، و50% من جرعات أسمدة النيتروجين والبوتاسيوم، وفى المقابل سيكون كل مزارع فى إطار المشروع مسؤولا عن إعداد الأرض وتوفير 50% من جرعات أسمدة النيتروجين والبوتاسيوم، إضافة إلى مكافحة الأعشاب الضارة وتوفير العمالة اللازمة لكل الممارسات الزراعية، موضحا أن التنفيذ أثبت نجاحا مذهلا فى 1300 حقل إرشادى فى 14 محافظة على مستوى الجمهورية، حيث تم إكمال عملية إعداد الأرض وإعداد الأسرّة المرفوعة للزراعة وإجراء دورات تدريبية على مستوى المحافظة لخبراء القمح وكبار المزارعين، وشراء بذور القمح ونقلها لمزارعى المشروع. كانت دراسات المشروع قد أوصت بضرورة تدريب خبراء القمح والمزارعين على مستوى المناطق داخل كل محافظة من خلال مراحل النمو المختلفة، وتنفيذ برنامج تدريبى لمدة يوم واحد على مستوى المحافظات خلال شهر فبراير القادم لخبراء القمح والمزارعين للتدريب على تحديد أعراض أمراض الصدأ وسبل مكافحتها، وتنظيم زيارات ميدانية للعلماء المتخصصين فى القمح «فى مجالات الإنتاج، ومكافحة الأعشاب الضارة وأمراض النبات والحشرات وموظفى الإرشاد»، إلى حقول مزارعى المشروع والحقول المجاورة، بجانب تنظيم أيام ميدانية مفتوحة على مستوى المناطق خلال شهرى مارس وأبريل بحضور علماء القمح والإرشاد الزراعى والمزارعين، وتنظيم أيام الحصاد على مستوى القرية لتقييم عائدات المحصول فى حقول مزارعى المشروع والحقول المجاورة.