ما بين ديون دولية تثقل كاهلها، وأزمات مالية طاحنة، عجزت الحكومات الأوروبية عن إيجاد حل لكل هذه المشكلات سوى «الخطط التقشفية»، وإن كانت تلك الإجراءات الصارمة مناسبة اقتصاديا لرفع الديون عن أوروبا، إلا أنها تثير غضب الأوروبيين الذين يرون أنها لا تخدم سوى مصالح الأغنياء دون وضع لفقراء أوروبا فى الاعتبار. رومانيا دخلت إلى سلسلة الاحتجاجات المنتشرة حاليا فى أكثر من دولة أوروبية، بسبب السياسات الاقتصادية لحكوماتها، حيث تصاعدت حدة الاحتجاجات الرومانية، أول من أمس، بميدان الجامعة بالعاصمة بوخارست، وعدة مدن أخرى، من بينها كلوج وتيميشوارا واياسى، بمشاركة آلاف الأشخاص، الذين طالبوا بتنحى الرئيس ترايان باسيسكو واستقالة حكومته وإجراء انتخابات مبكرة. الشرطة الرومانية اشتبكت مع المحتجين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع، مما أدى إلى إصابة 9 أشخاص، واعتقال 40 محتجًا بتهمة الشغب والتحريض على التخريب، من جانبها، دعت الحكومة الرومانية إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع. المظاهرات بدأت تضامنا مع نائب وزير الصحة الرومانى رائد عرفات -طبيب من أصل فلسطينى- بعدما استقال من منصبه، رفضا إصلاحات صحية اقترحها رئيس الوزراء، إميل بوتشز، بموجبها كان سيتم ضم شركات خاصة للقطاع الصحى الحكومى، مما دفع الحكومة إلى سحب الاقتراحات بأمر رئاسى، ولكن هذا لم يخمد نار الرومانيين الغاضبين الذين وسّعوا دائرة الاحتجاجات، استياء من انخفاض مستوى المعيشة بسبب الإجراءات التقشفية.