من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار.. هو شعار الآلاف من أحرار سوريا الذين تحدوا استمرار الحملات العسكرية القمعية بما فيها من قتل عشوائى بدم بارد واعتقالات واسعة وإهانات لا إنسانية بحق معتقلين، ينفذها جيش وشبيحة بشار الأسد، فى عديد من المدن والبلدان السورية المحاصرة، وخرجوا فى «جمعة بشائر النصر»، ليعلنوا أنهم لا يرضون بديلا عن رحيل نظام يرى الشعب أنه أوصد كل الأبواب دون إمكانية إصلاحه. مظاهرات الجمعة التى تأتى، بينما اكتسبت الضغوط الدولية على الأسد زخما كبيرا، بداية من أول من أمس (الخميس)، بمطالبة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للأسد بالتنحى لأول مرة منذ اندلاع الثورة، تتزامن مع إعلان «اتحاد تنسيقات الثورة السورية» المكون من 57 تنسيقا وعشرات الهيئات السياسية والإعلامية المشاركة فى الانتفاضة تأسيس «هيئة عامة للثورة السورية»، يأمل الثوار أن توحد جهودهم لإسقاط الأسد ومؤسساته القمعية، ومن ثم بناء دولة ديمقراطية مدنية. والمظاهرات تأتى استجابة لدعوات على صفحة «يوميات الثورة السورية» على موقع «فيسبوك» بالتظاهر يوميا فى ما سمى أيام وليالى الحسم «وصولا إلى عيد التحرير». وصبر الغرب على مراوغات الأسد يبدو فى المقابل أنه نفد أيضا، إذ تستعد دول غربية لصياغة مشروع قرار لمجلس الأمن يقضى بفرض عقوبات على سوريا. وفى حين لا تزال روسيا متمسكة بموقفها الرافض لأى قرارات بمعاقبة سوريا، أعلنت بريطانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا أنها ستبدأ فى صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات على سوريا، وهى الخطوات التى قالت روزمارى ديكارلو، نائبة المندوبة الأمريكية فى الأممالمتحدة، إن بلادها ستدعمها. وفى مواجهة كل هذه الضغوط لم يجد نظام الأسد سوى إعادة تشغيل أسطوانة «المؤامرة» و«الأصابع الخارجية»، فقد اعتبرت مسؤولة العلاقات الخارجية فى وزارة الإعلام السورية، ريم حداد، أن الدعوات الغربية لرحيل الأسد تهدف إلى «تأجيج العنف» فى سوريا، مضيفة أن ذلك «يؤكد أن سوريا مستهدفة من جديد».