الأزمة لا تزال مستمرة.. هذا هو حال المحافظات مع مشكلة نقص بنزين 80، الذى وصل سعره إلى 150 قرشا بالسوق السوداء، وسط غياب كامل للرقابة. ورغم الانفراجة الكبيرة فى أزمة «بنزين 92»، فإن مشكلة بنزين 80 تتفاقم يوما بعد يوم، ففى محافظة الدقهلية رفعت محطات الوقود شعار «عفوًا.. لا يوجد بنزين 80»، وتسبب نقص كمياته فى عودة طوابير السيارات للتكدس فى المحطات، بعدما اختفت لأشهر. وفى مدخل مدينة بلقاس، شهدت محطة الوقود الوحيدة التى توافرت بها كميات من بنزين 80 تزاحما هائلا، وشللا مروريا وحالة كبيرة من الهرج، وغابت الشرطة وهيئة التموين تماما عن المشهد، مما اضطر صاحب المحطة إلى وقف تموين السيارات لمدة نصف الساعة فى محاولة للسيطرة على الوضع. وفى دمياط، أصبح بنزين 80 هو (اللهو الخفى) كما يسميه الأهالى، الذين يطاردونه فى مغامرة يومية عجيبة، إذ يتوفر بالتناوب بين محطتين فقط فى عاصمة المحافظة، وتصل شحناته فى أوقات غير ثابتة، كالصباح الباكر أو الفترة المسائية، وأحيانا لا يتوفر على الإطلاق، ومن بين محطات المحافظة البالغ عددها 54، يتوفر بنزين 80 أحيانا على محطات تعد على أصابع اليد الواحدة. وفى المنوفية، شهدت محطات وقود شبين الكوم طوابير طويلة من السيارات والتوك توك والدراجات النارية، وقام عمال المحطة بتنظيم السيارات لتفادى إحداث شلل مرورى بالطريق، واختفى بنزين 80 و92 من عدة محطات فى الصباح الباكر، وبدأ السائقون رحلة بحث عن الوقود بين محطات الطريق الزراعى، ولم يتوفر إلا فى محطة وقود عرب الرمل بقويسنا، التى يتم فيها بيع الوقود بزيادة قدرها 2 جنيه. وفى المنيا، تصاعدت الأزمة التى بدأت من 5 أيام، حتى تسببت طوابير السيارات الطويلة فى غلق الطريق الزراعى مصر-أسوان، بسبب توفر الوقود ب4 محطات على الطريق، ورغم المشهد الذى يجسد الأزمة ولا يحتمل إنكارًا، فإن مسؤولى التموين بالمحافظة لم يعترفوا بالأزمة وأكدوا وجود كميات بنزين كافية بالمحطات، وبرروا ما يحدث بكونه «أزمة مفتعلة من بعض تجار السوق السوداء». وفى بنى سويف، اندلعت المشاجرات بين سائقى السيارات وأصحاب المحطات، بعد تكدس خانق دام لساعات فى المحطات الموجودة على الطريق الزراعى القاهرة-بنى سويف، فى ظل غياب تام ل«بنزين 80» والسولار، وعادت الجراكن والطوابير مرة أخرى، وارتفع سعر صفيحة البنزين من 22 جنيهًا إلى 40 جنيهًا بالسوق السوداء، وسادت حالة من الاستياء الشديد بين المواطنين. وعن الأزمة، قال مصدر مسؤول بتموين بنى سويف، إن حصص السولار الواردة للمحافظة بها عجز شديد، وأن المسؤولين بالمحافظة يحاولون بشكل يومى إيجاد حل للأزمة من خلال وزارة البترول، وفى انتظار حل سريع للأزمة.