هل يتذكَّر أحد مونديال 2006؟ منتخب البرازيل بنجومه رونالدو ورونالدينيو وروبينيو وكاكا وأدريانو، الذين كانوا يملكون أفضلية كبيرة للفوز بكأس العالم فى ألمانيا، لكن السؤال الأهم: هل تتذكَّر ما حدث قبل انطلاق كأس العالم بشهر تقريبًا، عندما دخل السيليساو فى معسكر مغلق بمدينة فيجيس بسويسرا. الآلاف من المشجعين كانوا يقصدون المدرجات لمشاهدة التدريبات، وينقل مذيعو التليفزيون كل شىء يحدث فى التدريب على الهواء مباشرة، حتى إنه فى إحدى المرات غزت امرأة أرض ملعب التدريب من أجل معانقة اللاعبين، واعتقد الجميع أن فوز البرازيل بالنجمة السادسة سيكون فى غاية السهولة، لكن النهاية كما تعلمون جيدًا هى أن الفرنسى تييرى هنرى، أعاد البرازيليين إلى بلادهم فى وقت مبكِّر من البطولة . لماذا نذكر فيجيس الآن؟ لأن بعض الصور التى تأتى من استعدادات وتدريبات البرازيل فى 2014 تشبه ما حدث بالمدينة السويسرية، لكن آمل أبناء السامبا أن لا يقبل لويس فيليبى سكولارى المدير الفنى، بالفوضى فى المعسكر، فهو يمتلك الآن لاعبين بأفكار مختلفة، فهم يدركون الحالة الحقيقية للفريق وما يقبلون عليه .. الأجواء فى جرانجا كومارى (مقر إقامة المنتخب البرازيلى) تجعل البرازيليين يعيدون التفكير فى ما حدث بمدينة فيجيس . جرانجا كومارى.. تقع فى مدينة تيريسوبوليس، تلك المدينة الباردة التى تم تشييدها فوق التلال، وعلى بعد 100 كيلومتر من ريو دى جانيرو، فمنذ عام 1989 والمنتخب البرازيلى يختار أن يخوض تدريباته هناك قبل المنافسات الكبرى، لكن الأمور الآن تختلف بصورة كبيرة، فكأس العالم بالبرازيل، وأولئك اللاعبون، ومدربهم فليباو أو فيل الكبير (من الألقاب التى تطلق على فيليبى سكولارى)، هم الأكثر أهمية فى البلاد حاليًّا، فالجميع يريد البقاء على مقربة منهم، وهذا ما يتسبَّب فى بعض المشاهد المقلقة، مثل ما حدث بين نيمار وصديقته الممثلة الجميلة والشهيرة برونا ماركويزينى، عندما التقطت له صورًا وهو يُقبِّلها بعد التدريب، وللعلم الزيارة تمت بالأساس بموافقة من سكولارى، أو ما يحدث عندما تغزو مطربات أرض الملعب لالتقاط صور مع النجوم، أو محاولات مقدّمى البرامج إجراء حوارات وتسجيل ما يحدث فى التدريبات، وهذا ما يعيد ذكريات فيجيس . ما يحدث بمعسكر البرازيل بمثابة جرس إنذار، وأعتقد أن اللاعبين ومديرهم الفنى لديهم حاليًّا من الحكمة والقدرة على التحكُّم فى الأمور ما يجعلهم قادرين على الذهاب إلى المباراة النهائية . اللاعبون وسكولارى يدركون هذا جيدًا، وهم يتركون الجماهير تشعر أن البرازيل بالفعل هى البطل .