■ بعيدًا عن الانتخابات الرئاسية، لا أعرف لماذا كل هذا الحزن الكبير الذى شعرت به عند قراءة خبر وفاة الفنان حسين الإمام، فالرجل ارتبطنا به فى فترة التسعينيات، ولم نشعر به شخصيًّا، فكانت موسيقاه مع أحمد زكى هى دندنتنا الدائمة، أول فنان تجده يقدم فقرات طبخ متميزة ببهجة وخفة ظل كبيرة ومن بعدها يقدم برامج مقالب كوميدية أحبَّها الكثير منه. حسين الإمام مثل الكثيرين لا تشعر بأهميته وبهجته إلا عندما يرحل عنك. ■ بعيدًا عن الانتخابات الرئاسية، أعترف بإعجابى بخالد النبوى، فخالد يتميز منذ بدايته بأنه ممثل مختلف فى كل شىء، كما أن ما نقرؤه ونسمعه عن خالد خلال السنوات الأخيرة باهتمامه ومشاركته فى أفلام عالمية يجعله لا يزال مصممًا على الاختلاف، حتى عند قراءة ما قدمه خلال الفترة السابقة بأداء شخصية الرئيس السادات بمسرحية عن اتفاقية كامب ديفيد بالولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها قد تكون قائمة على وجهات نظر بعيدة عن الحيادية، فإن الأهم أنه فنان مصرى قام بالشخصية. النبوى متميز ومجتهد والأهم أنه يريد شيئًا جديدًا، البحث عن التجديد والتطوير والإبداع خارج نطاق المألوف والنمطى شىء نريده ولا بد أن نشجعه حتى ولو شرد، فالأهم هو أن نسير فى طريق جديد حتى نرى ما لا نعرفه، فطريق خالد النبوى الجديد الذى صنعه لنفسه هو مبهج لكل من يريد صناعة جديد له. ■ بعيدًا عن الانتخابات الرئاسية، «بشرة خير» هى أغنية مبهجة فى كل شىء، سواء صوت الجسمى أو كلمات أيمن بهجت قمر أو اللحن الذى صنعه عمرو مصطفى، هى أغنية مبهجة للمساعدة فى رجوع بسمة المصريين، لا أريد تصنيفها على أنها مرتبطة بوقت أو حدث الانتخابات، لكن هى تصلح لكل وقت ولا يهمنى نظريات أن عمرو مصطفى هو صاحب لحنها وما يقدمه دائمًا من أفكار سياسية بعيدة عن واقع الحقيقة أو واقع التصديق، لكنه ملحن رائع يفهم ذوق مستمعيه بجانب رشاقة وحرفنة أيمن بهجت قمر ومصرية أغانيه التى دائمًا ما تشع بهجة وفرحًا، وصوت حسين الجسمى الذى ما زال يحافظ على قلوب كل محبيه، فالتميز الذى صنعته «بشرة خير» هو أن الكل فهم وعرف ماذا يريد الشعب؟ وما المطلوب تقديمه له؟.. وهى البهجة فقط. ■ بعيدًا عن الانتخابات الرئاسية، ننتظر مباراة ريال مدريد وأتليتيكو مدريد غدًا فى نهائى دورى الأبطال الأوروبى بأهمية وشغف وشوق كبير، قد نجد هنا من يرى الانتخابات لها أهمية كبيرة وهو الحدث الذى سيصنع الفارق فى مصر خلال الفترة المقبلة، لكن فى نفس الوقت نرى نسبة أخرى لا ترى لهذه الانتخابات أهمية، لكن هذه المباراة وحدت اهتمامنا ونظرنا. أجمل شىء فى الشعب المصرى اهتمامه وبقوة بكل الدوريات والبطولات الأوروبية لكرة القدم، إذ تجدنا فى القهوة نسخر ممن يشجع البارسا و ترى آخر يسخر ممن يرى ريال مدريد أهم فريق فى العالم، ونتعلق جميعًا بتشيلسى الإنجليزى لانضمام محمد صلاح إليه، على الرغم من أننا جميعًا كان هوانا مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول، فهل يستطيع الريال الفوز باللقب؟ أتمنى، بل أريده أن يسترجع بطولاته الأوروبية لا لشىء سوى السخرية من صديقى مشجع برشلونة مع بهجة نهائيات أوروبا المعتادة. ■ بعيدًا عن الانتخابات الرئاسية، أنا مهتم جدًّا بيوم الانتخابات الرئاسية كل عام، يوم 26 مايو هو يوم عيد ميلاد أبى، رحمه الله، كتبت عن هذا اليوم من عامين، لكن لا يزال هو اليوم. كان يأتى لصناعة البهجة لمنزل صغير بمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، أبى الذى لا تمر ساعة من عمرى إلا وأتذكر له تعليقًا أو أتذكر نظرات عينه، سواء وهى رافضة شيئًا أو راضية، هو يوم وُلد فيه أحب وأغلى إنسان إلى قلبى، أبى الذى فارق حياتنا فجأة وظللنا فترة لا نعرف كيف تسير الحياة بدونه، هو رجل عاش ومات وهو لا يريد شيئًا سوى رضا ربه، وسعادة أهل بيته، وهو أهم إنسان عرفته يصنع البهجة لمن حوله.