فى أول ليلة مرت على أحرار سوريا فى وجود رجال البعثة العربية، وجهت قوات الأمن هجماتها المستعرة صوب مدينة حمص لتقصف حى باب عمرو منذ فجر أمس بالأسلحة الثقيلة وتقوم بتطويق الحى بما يقرب من 4 آلاف عنصر تمهيدا لاقتحامه، ليسقط عشرات القتلى ويتعرض نحو مئة شخص للاعتقال وذلك غداة مقتل 28 شخصا فى جمعة بروتوكول الموت برصاص الأمن والجيش الأسدى. من ناحية أخرى، توجه أمس رئيس لجنة المراقبين التابعة للجامعة العربية إلى دمشق للاطلاع على التحضيرات لعمل فريقه هناك، حيث تنتظر دمشق وصول الفوج الأول من البعثة والمكون من 50 شخصية سياسية وعسكرية وحقوقية غدا من المفترض أن يتمكنوا من التحرك بحرية وفق بنود البروتوكول. بينما استمرت عمليات القتل والتعذيب لمدة 10 أشهر بحق أكثر من 6000 من المدنيين دون تحقيق يكشف قاتليهم، استطاع النظام السورى أن يكشف مرتكبى تفجيرات دمشق التى كانت فى استقبال الوفد العربى أول من أمس ويتهم تنظيم القاعدة بعد 20 دقيقة من وقوع الهجوم، وهو ما وصفه الخبير الأمنى البريطانى شاشانك جوشى بأسرع تحقيق فى تاريخ الإرهاب العلمى فى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» الذى حمل عنوان «لا تستغربوا اتهام الرئيس السورى جهاديين أجانب»، مضيفا بقوله «إذا كان النظام السورى قد قرر القيام بتفجير فى عاصمته فإن ذلك يدل على سعيه اليائس لتمزيق البلاد من أجل الحفاظ على نفسه، ولكن إذا كان العمل من تنظيم الإرهاب العالمى الذى يحاول تعميق الجراح الطائفية المفتوحة فى البلاد فإن مسار الأمور سيكون سيئا للغاية». على الجانب الآخر ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا قد أعلنت، أمس، مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين للأمن فى دمشق، أمس، وأسفرا عن سقوط 44 قتيلا على الأقل. إلا أن المركز الإعلامى لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا أصدر بيانا نفى فيه مسؤوليته عن الهجمات وقال إن أجهزة المخابرات السورية لجأت إلى حيلة رديئة وصاغت بيانا نسبته إلى الجماعة، وحتى تمرر كذبها وضعت على البيان شعار الجماعة ونشرته على موقع إلكترونى من تصميمها وتنفيذها مشابه للموقع الخاص بجماعة الإخوان المسلمين. وأيضا صرح فيتالى تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة بعد أن قدمت روسيا مسودة قرار معدلة لمجلس الأمن «إذا كان الطلب هو التخلى عن كل إشارة إلى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة، وإذا كانوا يتوقعون منا فرض حظر على السلاح فهذا لن يحدث»، أما السفير الألمانى لدى الأممالمتحدة فقد صرح بأن مسودة القرار المقدمة من روسيا غير مقبولة.