أصحاب الحرف اليدوية يعلّمون أبناءهم سر المهنة ليخلفوهم، والأطباء يسعون لتصبح ذريتهم أطباء آخرين يرثون العيادات، وكذلك فى المهن الأخرى، حتى وصل الأمر فى بلادنا إلى محاولة توريث مهنة «رئيس الجمهورية»، لكن هذا الداء العضال ليس مقصورا على مصر وحدها وإنما سبقتها سوريا مع ابن الأسد ولحقتها فى انتشار هذا المرض السلطوى دول أخرى عدة، فأخيرا، وربما لن يكون آخرا، تأتى أوزبكستان. جولنارا كريموفا سيدة الأعمال ومصممة الأزياء الشهيرة نسخة جمال مبارك «الحريمى» فى أوزبكستان التى يستعد والدها الرئيس إسلام كريموف لتوريثها الحكم من خلال اللعب على وتر التناقضات الداخلية وتعزيزها، حيث عدلت السلطات عديدا من القوانين، لنقل مزيد من الصلاحيات للبرلمان فى خطوة قالت جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان إنها تهدف إلى ضمان انتقال سلس للسلطة من الرئيس الحالى إلى ابنته، واسترضاء الغرب المنتقد. كريموف عرض، فى شكل غير متوقع، الإصلاح السياسى الجذرى، وعلى وجه الخصوص إضافة مادة للدستور تنص على تسمية مرشحين لمنصب رئيس الوزراء من الحزب السياسى الذى يحصل على أكبر عدد من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية. ويدور الحديث عن تحول أوزبكستان إلى جمهورية بنظام رئاسى-برلمانى، وهو أمر غير مألوف فى دول آسيا الوسطى، وأشار كريموف مرات عدة إلى ضرورة تعزيز السلطة الرئاسية، فتكون صلاحية الرئيس غير مقيدة، وذكر قيرغيزستان كمثال على استحالة بناء دولة برلمانية فى المنطقة وفشل الأفكار الديمقراطية البرلمانية فيها.