أكد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، أن الديمقراطية أيديولوجية معروفة، ولكنها ليست النموذج الأسهل، وهي تقوم على تحقيق إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع، ولكن ذلك لا يضمن نجاحها. وأضاف مهاتير -في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر مؤتمر "استثمار + تشغيل =عيش + حرية + عدالة اجتماعية" الذي نظمه اتحاد الصناعات المصرية اليوم الثلاثاء- "لكن الأهم هو العقلية، عقلية الشعب والقادة، مؤكد أنه في الديمقراطية يتم استخدام سلطة التصويت، فلا نطيح بالحكومة عن طريق العنف، ولكن عن طريق القيام باقتراع بحجب الثقة في البرلمان أو عن طريق الانتخابات". ونبه مهاتير "يجب عليكم أن تكونوا مستعدين للفوز وأيضا للهزيمة، لأنكم إذا رفضتم الهزيمة ستلجأون إلى وسائل أخرى للبقاء في السلطة أو الحصول عليها عن طريق العنف والفساد والغش والتزوير". وأكد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق أنه لا يجب أن يفوز الحزب الحاكم بنسبة 99% من الأصوات في الانتخابات لأنه يجب أن يكون هناك معارضة معقولة في المجتمع لتلعب دورها كنوع من القوة التي تضمن بقاء الحكومة على المسار الصحيح. وقال "حقا يمكنها أن تكون غير منطقية (أي المعارضة) في بعض الأحيان، ولكن هذه هي الديمقراطية، كما يجب عليك تقبل أنك لن تبقي في السلطة لما لا نهاية". وأشار مهاتير محمد إلى أن مصر تمر الآن بمرحلة انتقالية، ويجب عليها أن تخطط وتعيد بناء نفسها على أساس نموذج جديد ليس قائما على نظام استبدادي.. ولكن نموذج أكثر ديمقراطية. وأكد أن اتخاذ الحكومة للديمقراطية كنظام للحكم لا يضمن استفادة الدولة منها، فالديمقراطية قد تصنع الحكومة أو تكسرها. وقال رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد إنه أمام مصر عدة نماذج يمكن استلهام الطريق، منها كالبرازيل والهند وماليزيا. وأعرب مهاتير محمد عن شعوره بالفخر نظرا لاعتبار ماليزيا أحد النماذج المطروحة أمام مصر فى هذه المرحلة الحاسمة ، خاصة وانهما دولتان مسلمتان وحجم السكان لديهما كبير. وفيما يتعلق باجتذاب المستثمرين الأجانب، قال مهاتير إنه يجب أن يكون أفراد الحكومة مقبولين ومتعاونيين معهم ويكون التواصل بينهم سهلا وأن يعمل أفراد الحكومة على تزييل العقبات التى تواجههم وإيجاد وظائف للعاطلين عن العمل فى الصناعة خاصة وأن المساحة الصغيرة من الأرض الصناعية تضم العديد من العمال وعلى عكس الأرض الزراعية.