مش قلنا لكم، ما كان من الأول، وكان لزمتها إيه، كلكم سقطتم، أعطيتم شرعية لنظام فاسد، كسرتم إجماع الوطن، أحسن تستاهلوا. هذا باختصار، خلاصة الأعمال الفكرية الكاملة لكل واحد ربنا كرمه وفتح حساب على تويتر أو مكن له في الأرض وامتلك استيتيوس على الفيس بوك يبدله صباح مساء. وهذا وباختصار أيضا، وبالصريح القبيح، كلام فارغ. ممكن أسال سؤال، من قاطع انتخابات مصر 2010 في البداية أصلا؟؟. جميلة إسماعيل من غد أيمن نور شاركت، حمدين صباحي وسعد عبود من الكرامة شاركوا، الإخوان اكبر كتله في البرلمان شاركوا، المحترمين في الوفد والتجمع كالبدري فرغلي وضياء رشوان وعلاء عبد المنعم وعبد العليم داود شاركوا، الناصري شارك، حتى الجبهة الديمقراطية أعلن انه سيسمح لأعضائه بدخول الانتخابات مستقلين. أنا هنا لا أسال عن من خرق الإجماع وشارك، لكني أسال من قاطع من البداية أصلا؟، أقول لك من قاطع، المخلصين لمقاهي وسط البلد قاطعوا، الوسط والجبهة الديمقراطية والبرادعى وكتاب مقالات الرأي قاطعوا. وإقناعي بان هؤلاء إجماع سياسي، أمر قد يترتب عليه إطلاق لفظ خارج لا يليق بمقال رأي. كل هؤلاء لا يملكون أصلا أي مرشح ولم يشاركوا يوما في الانتخابات بل ليس لديهم مرشح لينتخبوه أساسا، هؤلاء لم يشاكوا فى انتخابات 2000 ولا 2005 ولن يشاركوا في اى انتخابات قادمة سواء اشرف عليها القضاء أم لم يشرف ،هؤلاء لا يريدون انتخابات أصلا لان القوى التي فازت في الانتخابات التي اشرف لا تمثلهم ،وليس بإمكانهم بناء تيار سياسي على الأرض لان أمر كهذا يحتاج إلى ما هو أكثر من وصلة نت. السؤال الذي يطرحونه لماذا شارك صباحى والبلتاجى وعلاء عبد المنعم في هذه “المهزلة” من البداية؟، و هو سؤال رهيب ولوذعى، ولكنه لا يصدر سوى عن مواطن ضيع في اللاب توب عمره، ولا يعرف عن الانتخابات سوى ما تعرفه سميرة أحمد. الانتخابات تعنى الحركة في الشارع، ضم عناصر منتمية للفكر، إثبات حضور جماهيري، تربية كوادر سياسية، اكتساب خبرات انتخابية، الحفاظ على القاعدة التصويتيه والتواصل معهم، التواجد عبر خلق شرعية الواقع على الأرض. يقال ان الناس تعرف أن الحكومة تزور، ولم يسال احدهم نفسه لماذا كانت ستزور إذا لم يكن هناك مئات ألاف من أنصار عبدالعليم وحمدين وشردي وصبحي صالح تحركوا على الأرض ليضطروا النظام إلى التدخل للتزوير ضدهم، وكيف كانوا سيطلقوا تويتاتهم اللطيفة عن التزوير إذا لم يتم أساسا، وإذا لم يسحل أفراد اللجان الإعلامية للإخوان لتصوير عشرات الفيديوهات ملئت اليوتيوب والفيس بوك، أم أنهم يتصورن أن ملائكة الرحمة هي التي التقطت كل هذه الصور والفيديوهات. من خونوا من شاركوا، هم نفسهم من يخونون من ينسحبوا اليوم فيطرحون التساؤلات عن خداع الحكومة للإخوان وتخليها عن صفقتها معهم ، كأن هناك مخلوق عاقل واحد في بر مصر كان يتخيل إن انتخابات ستدور في إطار صفقة مع الإخوان . ليس المهم ماذا يقال المهم أن هناك دوما خونه، الإخوان خانوا البرادعى ، والبرادعى خان الشعب وسافر، وحمدين خان المقاطعة ، وأم حسن خانت جوزها، وكل الناس اللي مفحوته في الشارع خونه ماعدا كل طائر حر طليق لم يشارك يوما في عمل حقيقي في الشارع وكل تاريخه انه يملك مدونة. لست معنيا هنا بتقييم قرار المشاركة أو المقاطعة، ولست مهتما بتفنيد قرار الانسحاب أو تأييده ، لكنى مستفز وبشكل شخصي من إسهال التخوين والتساؤل عن مؤامرة وراء كل شيء كأن المشكلة ليست في النظام ولا في المعارضة الشرعية الجميلة التي أعلن عز عن حزنه على فقدانها ولكن المشكلة في سفر البرادعى وتخاذل الإخوان وشو صباحي ونخبوية الوسط وضعف كفاية، كأن هؤلاء هم العدو الذين يجب أن نسلخهم ليل نهار لأننا لا نعرف عن السياسة سوى أنها مظاهرات خمسين واحد أمام نقابة الصحفيين وجلسات لطيفة في وسط البلد وتدوينه عبقرية تكشف زيف كل من يتحرك على أرض ولا تجيد سوى التشكيك في نواياه والمزايدة على من أهله.