حدد المدير الفني لفريق الأهلي حسام البدري. ثلاثة أسباب جعلت بطولة دوري أبطال أفريقيا الأخيرة مختلفة بالنسبة له علي المستوي الشخصي عن البطولات الأربعة التي سبق وحققها مع الأهلي من قبل. قال حسام البدري للجمهورية " أن الأهلي فاز بأصعب بطولة في تاريخه. وأن وصف البعض لها بالإعجاز وصف قريب من الدقة. نظرا لكم المشاكل التي واجهها الفريق في مشواره الأفريقي هذا العام.
وكان هذا نص الحوار :
ماذا تمثل لك بطولة أفريقيا الأخيرة؟
سبق وحققت بطولة دوري أفريقيا للأندية 4 مرات من قبل. منها ثلاثة بطولات وأنا مدرب عام لفريق الأهلي وبطولة واحدة كلاعب. ولكن البطولة الأخيرة لها طعم مختلف عن كل البطولات السابقة لثلاثة أسباب.
السبب الأول. أن المدير الفني للفريق. بما يعني أن المسئول الأول عن الفريق وأتحمل مسئولية البطولة بالكامل. ومعروف أن الجماهير تحمل المدير الفني المسئولية علي عكس المدرب العام.
السبب الثاني. أن الأهلي لعب هذه البطولة في ظروف غاية في الصعوبة. فلا نشاط محلي. ولا جماهير. ولا إهتمام بسبب الظروف العامة التي تمر بها البلد. بخلاف المعوقات العديدة التي واجهت الفريق من إصابات وإيقافات وغضب جماهيري.
السبب الثالث. أن الفريق وقع في مجموعة قوية في دوري المجموعات. وكان الموقف صعباً خاصة وأني توليت المسئولية قبل انطلاق دور الثمانية قبل بدايته بفترة بسيطة. ونجحنا في الفوز بأول ثلاث مباريات.
هل تري أن وصف فوز الأهلي بالإعجاز دقيق أم فيه نوع من المبالغة؟
وصف الإعجاز قريب من الدقة. لأن الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا في وجود فرق مثل مازيمبي والترجي كان أقرب للاستحالة. خاصة وأن الأهلي يخوض تلك البطولة بلا دوري ولا نشاط محلي. بالإضافة إلي صعوبة إقامة مباريات ودية قوية. ناهيك عن الإصابات والإيقافات التي تعرض لها الفريق علي مدار مشوار البطولة.
لماذا تمنيت مواجهة الترجي في النهائي؟
قلت خلال مراحل البطولة إني أتمني مواجهة الترجي في نهائي البطولة. لتعويض ما حدث في لقاء نصف النهائي عام 2010. عندما خسرنا في مباراة الإياب باستاد رادس بيد مهاجم الترجي السابق مايكل إينرامو. في اللقطة الشهيرة التي وقعت في الإستاد الأولمبي برادس عندما سجل هدف الفوز للترجي بيده في الدقيقة الأولي من اللقاء وبسببه خرج الأهلي من البطولة.
ما هي أصعب مراحل البطولة؟
أول ثلاث مباريات في دوري المجموعات. حيث خاض الفريق تلك المباريات بإعداد ضعيف. وبدأت الرغبة الحقيقية في الفوز باللقب بعد هذه المباريات. وكنت أتمني أن نحقق نتائج طيبة في الدور الأول لدوري المجموعات. لزيادة حافز اللاعبين علي الفوز بالكأس الأفريقية.
هل تخوفت من أزمة أبوتريكة وإيقافه قبل مباراة الذهاب أمام صن شاين؟
كنت حزيناً علي أبوتريكة أكثر من حزني علي غيابه. ولم أكن أتمني له هذا الموقف الصعب لحبي الشديد له ولمصلحة الفريق. كما أن الجماهير اختلفت علي قرار إيقافه. والآن أقول إن قرار إيقاف أبوتريكة كان من أصعب القرارات التي اتخذتها.
ما حقيقة أن أبوتريكة فكر في الإعتزال؟ الإعلام تناول هذا الأمر بكثير من المبالغة. فأبوتريكة لا يمكن أن تعتزل في هذه الفترة والفريق مقبل علي كأس العالم للأندية. كما أن المنتخب المصري أمامه فرصة كبيرة للوصول لنهائيات كأس العالم 2014. كما أنه مازال قادرا علي العطاء. أبوتريكة لن يعتزل.
كيف فكرت في لقاء الإياب أمام الترجي. خاصة وأن البعض رأي أن فرص الأهلي ضعيفه بعد التعادل بهدف في لقاء الذهاب؟
الآن أقول إن نتيجة لقاء الذهاب بالتعادل بهدف لمثله كان إيجابيا وسببا رئيسا في الفوز باللقب. ولو كان الأهلي قد فاز في لقاء الذهاب مثلا بهدفين لهدف. لكان قد أثر بالسلب لأننا في هذه الحالة كنا سنلعب بكثير من التحفظ في لقاء الإياب. وأعتقد أن نتيجة التعادل في لقاء الذهاب كانت أفضل من ناحية الدوافع لدي اللاعبين. في لقاء الإياب تعاملت مع الأمر بكثير من الثقة والإصرار علي الفوز. ووصول فريق الأهلي لنهائي أفريقيا زاد من مستوي اللاعبين بعد أن خاضوا 8 مباريات في البطولة من بداية دوري المجموعات. وعندما وصلنا إلي لقاء الإياب كان اللاعبون قد وصلوا لقمة مستواهم الفني والبدني. فقررت إستغلال تلك الميزة ولعبنا للفوز في إستاد رادس.
البعض يري أن الأهلي في حاجة لتجديد دمائه؟
تجديد دماء الفريق قادم لا محالة. ولكن مع الاحتفاظ بالخبرات داخل الفريق لأنهم يزيدوا من قدرة الفريق. وسيكون هناك دعم من الخارج في القترة المقبلة. ولكن بعد بطولة كأس العالم للأندية.
ماذا قال لك وزير الرياضة التونسي طارق دياب عقب لقاء الترجي؟
دياب قال لي خلال مراسم استلام ميداليات البطولة إنه متابع جيد لفريق الأهلي. ولكنه لم يشاهد الفريق بهذا المستوي منذ فترة طويلة. وأبدي إعجابه بالأداء والفكر الذي ظهر عليه الأهلي أمام الترجي. وشكرته كوزير للرياضة وكلاعب كبير في الكرة التونسية.
ما هو الفارق بين التجربة الأولي لك مع الأهلي والثانية؟
أهم ما حدث في التجربة الثانية أن نظرة الناس لي كمدير فني تغيرت. لأنهم كانوا ينظرون لي في التجربة الأولي علي أني الرجل الثاني الذي عمل سنوات طويلة مع مانويل جوزيه. وصغير في السن بحسابات المجتمع المصري. ولم ينظر هؤلاء لإمكانياتي وقدراتي. ولكن في التجربة الثانية النظرة تغيرت بشكل كبير. هذا علي مستوي الجماهير.
علي المستوي الشخصي. فلا شك أن خبرتي زادت ونظرتي أصبحت أوسع وأشمل. والفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا ستفرق كثيراً سواء علي المستوي الجماهيري أو المستوي الشخصي.
هل تتوقع عودة الدوري الممتاز هذا الموسم؟
المسؤولون قالوا إن الدوري سيعود. ولكن الأمر مازال في علم الغيب. والبعض يتشكك في ذلك. وأري أنه لابد من عودة النشاك المحلي. لأن الأهلي عاني كثيرا من تجميده خلال مشواره في بطولة أفريقيا.
هل الأهلي يعاني من أزمة في حراسة المرمي؟
الأهلي يعاني من أزمة ثقة في حراسة مرماه. فحراس مرمي فريق الأهلي في حاجة ملحة للثقة فقط لأنهم حراس علي مستوي كبير. والهجوم الشديد والمستمر الذي يتعرض له شريف إكرامي يسبب له مشكلة وهذا أمر طبيعي. ولكنه أثبت في بطولة أفريقيا بشكل عام أنه قادر علي الدفاع عن مرمي الأهلي.