للأسف يبدو أن هناك من يريد أن يعكر صفو العلاقات الحميمية بين المملكة العربية السعودية والحكومة المصرية من خلال التغطيات الاخبارية وكتابة المقالات الصحفية التي توحي بأن هناك تنكيلا متعمدا من قبل السلطات السعودية بالمعتمرين المصريين لوجود خلفية سياسية بسبب موقف المملكة من محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك» وعفوا إذا قلت أن من يتصور ذلك فو بالفعل واهم وغير مقبول أن نخلط موسم العمرة بعجين السياسة والإيحاء بأنه توجد «أزمة» وهذا التصور ليس له أي «لزمة»!! ويكفي ما أقدمت عليه السلطات السعودية وتحديدا من قبل سمو الأمير خالد أمير مكة الذي أمر بالتحقيق الفوري فيما حدث لمجموعات المعتمرين المصريين داخل مدينة الحجاج بمطار جدة ومحاسبة المسئول عن ذلك فيما حدث بدءا من يوم 27 رمضان ولمدة ثلاثة أيام!! وقد لا يعلم أحد بأن عدد المعتمرين من خارج المملكة العربية السعودية قد تجاوز أكثر من 4 ملايين معتمر وبزيادة قدرت بنحو مليون و88 ألف معتمر عن العام الماضي وهو أكبر موسم في تاريخ العمرة.. ثم من ينكر بالفعل فوضي عدم الالتزام بمواعيد العودة من البعض وممن يتهافتون علي العودة وبأي طريقة وعدم التقيد بالحجوزات المؤكدة.. ثم من ينكر حدوث بعض التصرفات غير المقبولة سواء من المعتمرين أو من بيدهم الامور في تنظيم دخول أتوبيسات المعتمرين!! ثم بأي حق ينصب البعض من أنفسهم وكأنهم هم حماة «المعتمرين» من خلال اصدار بيانات تدعي كذبا وزورا أن الحكومة المصرية تتقاعس عن رد «الاهانات» والمطالبة بمظاهرة «المليونات» هذه مهازل وصغائر وليس من حق كل من هب ودب أن يقول ما يتراءي علي مخيلته وكأن هناك حربا ضروس ولابد من دحر النفوس!! لقد تعجبت من مطالعة ما سطرته صحيفة مستقلة يومية بأن هناك دعوة علي «الفيس بوك» لوقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية وكأن السفارة السعودية تماثل السفارة الإسرائيلية!! عيب أن ننحدر إلي هذا السلوك التعاملي المرفوض ويكفي ما أكده السفير السعودي «أحمد قطان» بأنه تم تشكيل لجنة من مختلف القطاعات المختصة لداسة المشاكل التي حدثت في الفترة الماضية بخصوص المعتمرين المصريين في مطار جدة وأن أي تقصير من أي جهة كانت سوف يتم العمل علي حله حتي لا يتكرر مرة أخري بل أكد السفير «أحمد قطان» أن الملك «عبدالله» خادم الحرمين الشريفين لا يقبل أن يهان أي معتمر في المملكة سواء أكان مصريا أو غير مصري أليس لهذا التأكيد مدلول يرد علي كلام أي فرفور!! عموما إذا كان البعض يتمادي في رؤاه وتصوراته حول ما حدث لما يقرب من 4000 معتمر مصري داخل مطار مدينة الحجاج بجدة فلابد أن نتعامل بالواقعية والمصداقية ودون الدخول في الأمور الفرعية التي تبعدنا عن المشكلة الرئيسية أو تسيء للعلاقات بين الشعبين الشقيقين خصوصا أننا تعودنا علي حدوث الازمات في مواسم الذورة سواء في مواسم الحج والعمرة ولا ننسي أنه يمكن حدوث أعطال للطائرات أو للسيور الحاملة للحقائب.. فيحدث التكدس وتتراكم اعداد المعتمرين المنتظرين للسفر.. بل يكفي أنه خلال هذا الموسم حصلت «مصر» علي عدد من التأشيرات يفوق تأشيرات الأعوام السابقة.. أكثر من 700 ألف تأشيرة وخلال موسم بدأ متأخرا بسبب أحداث ثورة 25 يناير.. عموما كان المفروض تنظيم الدخول للمعتمرين يوم حدوث أزمة التكدس التي بدأت من يوم 27 رمضان ولمدة ثلاثة أيام.. كان من الواجب تنظيم هذا الدخول من خارج ساحات المطار أسوة بما يحدث في موسم الحج.. بالله عليكم هل يعقل أن يعود مثلا 200 ألف معتمر في ثلاثة أيام!؟ لأن المتواجد حاليا ما يقرب من 90 ألف معتمر واعداد العائدين يوميا لاتقل عن 15 ألف معتمر بل إنه تم خروج ما لايقل عن 650 أوتوبيسا من المنافذ وهم معتمرو «البر» بالاضافة إلي حوالي 15 ألف معتمر عادوا عن طريق البواخر.. ويكفي أنه بسبب هذه الأزمة كان هناك جسر جوي بين مطار جدة ومطار القاهرة وبالدرجة أنه تم استئجار طائرات من شركة «كابو» النيجيرية لنقل 150 طناً من حقائب المعتمرين المصريين.. عموما الخطأ لم يكن خطأ من الدولة بقدر ما هو خطأ علي شركة الطيران خصوصا أن أكبر حركة طيران بين مطار جدة ومطار القاهرة لاتقل عن 40 رحلة أسبوعيا مادامت هذه الشركات تتربح فعليها أن تقدم أكمل الخدمة للراكب الذي يستقل طائراتها ومن هنا جاء اللوم علي شركة الطيران السعودية وهناك تحقيق يجري الآن بهذا الخصوص وسوف يعاقب بالطبع من تسبب في هذه الأزمة التي تم افتعالها للقصور في الأداء التعاملي الذي كان سلبيا وانعكست أثاره علي تغطيات المتابعات الصحفية وردود الافعال الكلامية والتشنجية.. عموما نحن