· الفريق سامي عنان لرئيس الأركان الأمريكي: أي تهديد لأمن مصر سيدفع لرد فعل عنيف من قبل قواتنا · سامي عنان: إيران تهدد أمن الخليج ونطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة · الأولوية للدفاع عن الأرض المصرية وقناة السويس وحقوق مياه النيل والصراع في دارفور وجنوب السودان كشفت وثائق ويكيليكيس عن بعض المحادثات السرية التي جرت بين قيادات عليا للجيش المصري ومسئولي وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون تتحدث وثيقة يرجع تاريخها لأوائل العام الماضي عن لقاء بين رئيس الأركان الأمريكي الجنرال جورج كايسي مع نظيره المصري سامي عنان في القاهرة بتاريخ 19 يناير اشاد فيه عنان بالتعاون العسكري المصري - الأمريكي وأشار إلي أن المزيد من الموارد تعد مطلوبة لخطة تحديث الجيش باستبدال المعدات السوفيتية. وطلب عنان من نظيره الأمريكي مساندته الشخصية للتغلب علي المعارضين لقيام مصر بتصدير 140 دبابة من طراز M1A1 يتم تجميعها في مصر إلي العراق. وقال عنان إنه التقي بمسئولي وزارة الدفاع العراقية وكانت لديهم رغبة قوية في المضي قدماً لإبرام تلك الصفقة، وقال كايسي إنه مع خفض الوجود الأمريكي في العراق، تتطلع الولاياتالمتحدة إلي زيادة ارتباطها مع جيوش المنطقة، بما في ذلك إرسال قوات إضافية لمناورات النجم الساطع التي تقام كل عامين. في نفس اللقاء عبر عنان عن اعتقاده بأن إيران لن تتخلي عن نفوذها في العراق بسهولة، كما عبر عن قلقه بسبب الاستثمارات الإيرانية الكبيرة في العراق. وأشار إلي أن مصر تريد دولة عربية قوية مجاورة لإيران حتي تحقق توازناً ضدها وأضاف أن إيران تمثل تهديداً كبيراً لدول الخليج وشدد علي أهمية حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لحرمان إيران من فرصة التأكيد علي دورها في المنطقة. سأل رئيس الأركان الأمريكي عنان عن تقييمه لأكبر التهديدات الأمنية التي تواجه مصر فقال أن "أي شخص يحاول انتهاك حدود مصر هو عدو لنا." وأكد عنان علي أن مصر ملتزمة بالحل السلمي للنزاعات، ولكنه نبه إلي أن أي تهديد لمصر "سيدفع لرد فعل عنيف" من قبل الجيش المصري. وعبر عنان عن اعتقاده بأن إيران تستغل المفاوضات لكسب الوقت بينما تواصل برنامجها النووي وشكك في أن العقوبات الاقتصادية ستكون فعالة. وتساءل عنان عما إذا كانت إسرائيل ستعطي العقوبات الوقت الكافي قبل أن تشن هجوماً علي المنشآت النووية الإيرانية، وعبر عن أمله في حل تلك القضية سلمياً مشيرا إلي أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيضر بالمنطقة بأسرها. وعن غزة أكد عنان علي الجهود المصرية لمكافحة تهريب الأسلحة إلي غزة بما في ذلك تركيب معدات لكشف الأنفاق وتدميرها وإنشاء جدار فولازي بعمق 19 متراً بطول الحدود مع غزة. وأضاف أن حماس بمساندة حزب الله وإيران كانت تحاول استثارة عداء عامة الناس ضد الجدار. وقال إن لمصر الحق في اتخاذ كافة الخطوات الضرورية لحماية حدودها واضاف أن مصر اكتشفت 663 من مداخل الأنفاق في عام 2009 بعضها يكفي لعبور سيارات، وفي النهاية قال إن التهريب سيستمر طالما كانت غزة محاصرة وطالب إسرائيل برفع الحصار وفتح المعابر الحدودية لتوفير الحياة الطبيعية لأهالي القطاع. وثيقة أخري تتحدث عن لقاء عقد في 31 يناير من العام الماضي بين دافيد كاهل نائب وزير الدفاع الأمريكي لشئون الشرق الأوسط مع اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء احمد معتز رئيس قسم العلاقات الأميريكية في وزارة الدفاع واللواء فؤاد عرفه مستشار إدارة المخابرات الحربية، خلال اللقاء تحدث نائب وزير الدفاع الأمريكي عن الحاجة إلي استراتيجية عسكرية تشمل القدرات التماثلية واللاتماثلية واتباع نهج يعتمد علي القدرات فيما يتعلق بالمساعدات وقضايا المساعدات العسكرية الأمريكية وميزان القوي في المنطقة والأسلحة النووية في الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية الحالية تجاه إيران والجهود المصرية لمواجهة التهريب خاصة تهريب السلاح إلي غزة، وخلال هذا اللقاء أكد المسئولون المصريون أن المخاطر التي تواجه الولاياتالمتحدة تختلف عن المخاطر التي تواجهها مصر وأن مصر تحتاج إلي أن تمتلك جيشا تقليديا قويا لمواجهة الجيوش الأخري في المنطقة. قال اللواء العصار خلال اللقاء أن هناك مواقف أمنية عديدة غير مستقرة في المنطقة تؤثر علي العقيدة العسكرية المصرية تشمل باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وحزب الله وحماس واليمن والسودان وإقليم دارفور والصومال واريتريا وقضايا القرصنة والجزائر والقاعدة، وأكد علي أن الصراع العرقي في المنطقة وقضايا الحدود يمكن ان تؤثر بالسلب علي السيادة المصرية في أي وقت، وعلق قائلاً أنه لا يتوقع أن يتم حل أي من تلك المواقف الأمنية في المستقبل القريب، بل رأي أن القائمة ستزيد، وحدد العصار سياسة الدفاع الوطني المصرية بأنها سياسة تعتمد علي القدرات الدفاعية وأن الأولوية الأولي هي الدفاع عن الأرض المصرية وعن قناة السويس، أما الأهداف الأخري فتشمل الاستعداد للمخاطر غير المتوقعة كالإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي والتفاعل مع شركاء مصر العسكريين وتحقيق دور رائد لمصر في المنطقة. وقدم العصار قائمة بالمخاوف والتهديدات الإقليمية من وجهة نظر الجيش المصري ومنها حقوق مياه النيل والصراعات في دارفور وجنوب السودان. وعلق بالقول أن المرء لا يمكن أن يعرف ما يمكن أن تفعله ليبيا وأنه من الأمور الجوهرية لمصر ان تحافظ علي توازن للقوي علي حدودها الشرقية، وأكد مجدداً علي أن إسرائيل تمتلك أسلحة غير تقليدية وأسلحة تقليدية متطورة الأمر الذي يخلق حالة عدم توازن إقليمي تسهم في حالة عدم الاستقرار، وأشار إلي أن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يحدث بدون توازن للقوي، وشدد علي أن العقيدة العسكرية المصرية لا تنوي التفوق علي اي دولة أخري في المنطقة أو تسبب أي مضايقات لأي أحد، وشكا العصار من أن الجيش المصري يشعر أحياناً بضغوط من الولاياتالمتحدة لتعديل عقيدته العسكرية وقدراته لمواجهة أخطار لا تماثلية. وعلق قائلاً إن الدبابات والطائرات الحربية تعد ضرورية لمواجهة الأخطار اللاتماثلية وأشار إلي خطة الجنرال بتريوس ضد المتشددين في مدينة الصدر بالعراق حيث اعتمدت تلك الخطة علي استخدام الدبابات والطائرات، وطلب العصار من نائب وزير الدفاع الأمريكي أن يشرح للكونجرس الأمريكي الاحتياجات العسكرية المصرية وألا يضع قيودا علي عدد الدبابات والطائرات، وأشار إلي أن الجيش المصري يفضل شراء أسلحته من الولاياتالمتحدة ولكن الأمن القومي المصري خط أحمر وأنه يمكن التوجه إلي مكان آخر لشراء السلاح لو اضطررنا إلي ذلك. تدخل اللواء فؤاد عرفه أثناء حديث نائب وزير الدفاع الأمريكي ليلفت الانتباه إلي أن روح اتفاقيات كامب دافيد تتمثل في أن تكون نسبة المساعدات الأمنية الممنوحة لمصر وإسرائيل بواقع 2-3. وأضاف أن دور مصر كان الحفاظ علي ميزان للقوي في المنطقة لا يسمح لأي أطراف أخري بخوض حرب، وقد قامت مصر بهذا الدور بإخلاص خلال الأعوام الثلاثين الماضية. وحينها اضاف العصار أن نسبة 2- 5 الحالية تعد انتهاكاً لنسب كامب دافيد، وأشار العصار إلي أن إيران تدخلت فعلياًُ في الشئون الداخلية للبنان وفلسطين والعراق، وعلق بالقول أن الطموحات النووية الإيرانية ستغير ميزان القوي في المنطقة بشكل كبير وستسهم في المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط مضيفاً أن مصر تري في إيران تهديداً للمنطقة وأن اسلحتها التقليدية وغير التقليدية ستزيد من عدم الاستقرار، وقال إنه لو نجحت إيران في الحصول علي سلاح نووي، فإن ذلك سيشجع دولاً أخري علي فعل نفس الشئ، وذكر العصار للمسئول الأمريكي بوعد أوباما بالسعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وطالب الولاياتالمتحدة بألا تتجاهل البرنامج النووي الإسرائيلي، وأكد أن هذا البرنامج يمنح إيران المبرر لإنتاج أسلحة نووية لها. وانضم اللواء فؤاد عرفة للمناقشة مؤكداً أن إيران تستخدم صراعات متنوعة في الشرق الأوسط لتحقيق طموحاتها وأن قوتها زادت بسبب تدخلها في الشئون الداخلية لدول الشرق الأوسط. وقال أنه كان من المهم قطع صلات إيران ونفوذها في الصراعات الإقليمية في لبنان وإسرائيل وفلسطين من أجل تقليل هذا النفوذ الذي تمارسه إيران في المنطقة. تطرق الحديث إلي أنفاق غزة وقال العصار إن التهريب يهدد أمن مصر القومي وأشار تحديداً إلي حركة حماس مضيفاً أن الإرهاب يمكن أن يأتي إلي مصر من خلال تلك الأنفاق، وقال إن مصر دفعت قرابة40 مليون دولار تكلفةً لشراء الفولاذ اللازم لهذا السور، وأضاف أنه بمجرد الانتهاء من الجدار، سيحين الوقت للضغط علي إسرائيل لتحمل مسئولياتها بشأن الوضع الإنساني في غزة، وحث نائب وزير الدفاع الأمريكي مصر علي توقيع اتفاق لأمن الكترونيات الاتصالات مع الولاياتالمتحدة يمكن أن يمهد الطريق لنقل التقنيات المتقدمة إلي مصر، ولكن أكد العصار أن "لدي مصر أسبابها لتأجيل اتخاذ قرار بشأن الاتفاقية" وأوضح أن الآلاف من الضباط المصريين شاركوا في برامج تدريبية وتعليمية عن التقنيات والاستراتيجيات الأمريكية، وعلق قائلاً أن الضباط الصغار يشعرون بالحيرة بشأن تأجيل الحصول علي موافقة سياسية أمريكية تحصل مصر بموجبها من واشنطن علي تقنيات عسكرية متطورة خاصةً صواريخ جافلين وTOW2B المضادة للدبابات والتي حصلت عليها دول أخري، وأشار العصار إلي أن الاتفاقية التي تتحدث عنها الولاياتالمتحدة ليست شرطاً للحصول علي تلك الأسلحة ولكنها ممنوعة عن مصر بسبب "طرف ثالث" (يقصد به إسرائيل)، واثار العصار قضية تصدير الدبابة M1A1 إلي العراق، فكان رد نائب وزير الدفاع الأمريكي عبارة عن وعد بمناقشة الأمر والرد في أقرب وقت، وحث العصار المسئول الأمريكي علي إقناع الكونجرس بأن مصر تستحق أكثر من 1.3 مليار دولار سنوياً، ورد نائب وزير الدفاع الأمريكي بأن مصر هي ثاني أكبر متلقي للمساعدات الأمريكية في العالم وأنه