هي ذات العيون الجميلة التي لم يختلف أحد عن تفردها وجمالها، لها مع عيونها عشرات المواقف، أهمها أنها كانت السبب أصلًا في دخولها مجال التمثيل،بعد أن فازت بمسابقة جمال المراهقات فوضعت صورتها على غلاف المجلات، ليطلبها المنتجون في أدوار البطولة، التي تغنى البطل بجانبها عن جمال عين حبيبته. ولدت "زبيدة ثروت" لأب عسكري، كان له تأثير قوي على اختيارات "زبيدة" خاصة في زيجاتها، فقبل الحصول على الشهادة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية تقدم لخطبية "زبيدة" النقيب البحري "إيهاب الغزاوي" ولكن رفض والدها كان قاطعًا، لتنهي زبيدة دراستها وتصبح محامية تحت التمرين، فيتقدم النقيب البحري مرة أخرى، ليوافق والدها بعد اتمام شهادتها، وتصبح تلك الزيجة الأولى لها، ليتم الزواج بعد أربع وعشرين ساعة فقط. زوج النجمة الكبيرة كان رياضيًا أيضًا، وأثناء زيارة نجم الكرة البرازيلية بيليه مصر، توجها لزيارته بالفندق الذي كان يقيم فيه، وفوجئ الجميع ببيليه ينسى نفسه وظل ينظر لعينها متجاهلًا الجميع بشكل أحرجها بشدة لتقول "كان جريئًا جدًا في نظراته بشكل لم أكن أتخيله أو يتخيله أحد" لم تدري ما تفعله "زبيدة" سوى الصمت الرهيب، أما بيليه فقد خاطب زوجها بعدما أن نظر لها مليًا بقوله: خد بالك من عيون زوجتك أنهما أجمل عينين رأيتهما في حياتي، ليدعي زوجها الابتسام إلا أنها تؤكد أن الغيرة قد تملكت قلبه، وأقسمت أن الموقف لو كان حدث مع شخص آخر لكان قتله على الفور. أما عن مسيرتها الفنية فقد كان أول فيلم لها هو دليلة عام 1956، والذي ظهرت فيه لبضع دقائق مع شادية، ويعد أشهر أفلامها على الإطلاق هو فيلم "يوم من عمري" الذي ظهرت فيه مع عبد الحليم، وعبد السلام النابلسي. وقد حكت زبيدة في أحد التصريحات الصحافية عن لقائها بعبد الحليم، وحبه بها لتقول "جاء عبد الحليم لطلب يدى من والدى دون أن أعرف، لأنه لم يستطع الاعتراف لى بهذا الحب لأننى كنت محددة فى علاقتى مع الناس ولا أسمح بأى تجاوز، وهذا ما دفع عبدالحليم لدخول البيت من بابه كما يقولون. فعبدالحليم أحبنى وأنا أيضاً كنت أحبه ولكنه كان يكبرنى بإحدى عشر عامًا، لكن لم أجرؤ على الاعتراف بذلك.. كما أننى لم أرفض أو أعترض على "حليم" لكن والدى اعترض وقال "مش هجوز بنتى لمغنواتى" حزن حليم بسبب الرفض لكن الحياة لا تتوقف ومع الأيام أصبحنا أصدقاء" أما آخر عمل شاركت فيه كان مسرحية اسمها عائلة سعيدة جداً مع المرحوم أمين الهنيدي والمنتصر بالله تأليف وإخراج الراحل السيد بدير لتقرر الاعتزال في أواخر السبعينات بعد فيلم المذنبون إخراج سعيد مرزوق. لم تكن حياة زبيدة برغم ذلك مستقرة عاطفيًا، فالفتاة ذات الوالد العسكري قد تزوجت للمرة الثانية بالمنتج صبحي بركات، والذي رزقت منه ببناتها الأربع، وتقول عن تلك الزيجة "صبحى فرحات فى هذا الوقت منتجا كبيرا وله شأن عظيم وتقدم لطلب يدى من والدى والحقيقة أن والدى أعجب به جدا رغم أنه كان أكبر منى بكثير.. واحترمت وجهة نظر والدى وتزوجته والحمد لله استطاع أن يحتوينى وبفضل معاملته الطيبة تعلقت به جدا وأنجبت منه أربع بنات وانسحبت من الفن رغم أننى كنت مشهورة ومحتفظة بجمالى، من أجل أسرتى.. ونجحت فى تربية بناتى وتعليمهم بشكل كويس ويكفى أننى راضية عن حالى وعن مشوارى الفنى أيضاً" تزوجت "زبيدة" زيجتان آخريان، لتصبح الفنانة الجميلة، دون حظ كبير مع الحب، ولكنها تجد حبها الحقيقي في بناتها الذين أحبتهم، لتصاب إحداهم بالسرطان، وتجد "زبيدة" وقتها كله لها، لتستمر معاناة وليدتها، وتسافر معها أميركا، وتترك الفنانة الكبيرة المجال، والبشر، ولكنها تؤكد أنها ما كانت لتعيش أفضل من هذا.