كما للزلازل توابع وبقدر حجمها هناك أيضا توابع للثورات.. وكما حذرت في مقالات سابقة من أن هناك ثورة آتية ولا محالة بعد تفاقم الفساد والطغيان. وكبت الحريات وسرقة أموال وخيرات البلد للطبقة الحاكمة ورمي الفتات للطبقة التي تلعب دور الوسيط والتسهيل وخدمة ذوي الأمر والنهي وترك باقي الشعب يعاني من الفقر والجوع والقهر وكانت الثورة العظيمة الهائلة.. وإذا لم نستدرك الوضع الآن ونكون في منتهي الحرص وبنظرة شاملة لعواقب الأمور وعدم التباطؤ في أحكامنا في الأمور الحياتية والحلول السريعة لأن الشعب المصري يقف الآن علي فوهة بركان ولا يرضي بأنصاف الحلول بعد أن فقد ثقته بحكام النظام السابق والخوف من الآتي المجهول الذي يأتينا بأحسن ما فيه من وعود وعهود فلا يتبدل ويتغير شيئا ما أراه وأحسه في نبض الشارع المصري الآن مقبض ومقلق وبشر بأن هناك ثورة آتية ولا محالة هي ثورة الجياع والبطالة فالجوع كافر كما يقولون يحول الإنسان إلي حيوان مفترس لا يخضع لأي منطق أو قانون.. فأنا لست محنكة سياسيا ولكني أملك بفطرة أم يقظة تعشق الوطن وتتمني للأجيال القادمة ألا يعانوا مما عانينا نحن.. فأنا والعياذ بالله من كلمة أنا أملك الحدس وبقدر حدسي وصدق مشاعري حميت أسرتي الصغيرة وأبنائي وأحفادي من كل شر وبقدر المستطاع فاستشعر الخطر قبل أن ينال منهم برعاية الرحمن القدير والآن ما أراه بعين زرقاء اليمامة وإذا لم يسرع من هم ذووا الأمر ومن بيدهم زمام الحكم بأن هناك ثورة آتيه ستمحو الأخضر واليابس هي ثورة الجياع أو الجوع.. فمن لا يملك قوته لا يملك حريته وأنا لا ألقي اللوم كله علي الحكومة بل القي اللوم أيضا علينا جميعا.. فهذا الاسترخاء بعد الثورة وتعطيل الأمور والاكتفاء بالتغني بالثورة والثوار والقاء الخطب والتفخيم والتبجيل بما حققنا وما فعلنا لا يكفي فلقد حان الوقت لنترجم صدق ثورتنا والحفاظ عليها عمليا وليس نظريا قبل أن نخسر قيمة الثورة وتضيع هباء بين أيدي الانتهازيين والانتقاميين المرتزقة عبادي القرش وبقايا الحكم السابق وهم كثير ومازالوا يعيشون معنا ويتربصون لإجهاض الثورة وسرقة الحلم من جفون الشباب.. ليس هناك وقت يا «أبنائي وبناتي» للوقوف.. دقت ساعة العمل والجهاد والتغيير وكل منا يبدأ بنفسه فالبلد في حاجة شديدة الآن لسواعدنا وعقولنا والتطبيق العملي لمعني الثورة.. «تلك هي المعضلة» فسباقنا مع الزمن ولا يحتمل الأنصاف والقاء الخطب.. لقد بات الأمر واضحا أكثر من أي وقت مضي بتحديد العدو الخائن وإثبات الذات.. وما أراه الآن للمظهر الخارجي للثوار أو ما بعد الثورة مؤسف وكئيب ولا يبشر بالخير والأمل إلا إذا ناضلنا وجاهدنا لمحاربة الثورة المضادة والمكشوفة لنا ووضعنا أيدينا علي الأساس الجوهري لثورة التغيير بالعمل والنضال بدل الشعارات والتجربة بدل الحلم والزمن بدل الارتجال، لذلك نحن نمر بأوقات عصيبة ومقلقة لا تتوقف علي النيات الحسنة ولكنها إذا نجحت سوف تزلزل الأرض من تحتها وتمحي زمنا رديئاً قميئاً بكل تفاصيله ويبدأ زمن عظيم قادر علي التحدي يستحق الحياة وربما بعد عشرات السنين يتوقف أحفادنا عند الزمن الردئ الذي عاشه أجدادهم ليقولوا إنه لم يكن كله رديئا لأن فيه من وضع البذرة في الأرض ولم يكتفوا باستمطار رحمات السماء حتي تنبت الأرض. لابد من الإسراع في العمل الجاد ولست متخصصة في شئون الاستراتيجية والتكتيك ولكن أري مجموعة من المواد الأولية التي لابد أن تتوفر في من هم يريدون الحفاظ علي الثورة وحصاد نتاجها المنشود ونجاح مقصودها.. أولا تنظيم صفوف الثورة وتحديد الهدف وتنظيم الفكر الثوري ثم العمل الجاد والتغيير الفعلي وليبدأ كل منا بالغاء الأنا والتفكير في الآخر ثم الكل لنكون كتلة تسعي للنهوض بأرض مصر