نفي حسن نصر الله أمين عام حزب الله علاقته بأي تنظيم تخريبي في مصر، مؤكداً أنه لا يتدخل في الشئون الداخلية للبلاد، كما نفي ضلوع حزب الله في نشر الفكر الشيعي في مصر أو أي بلد آخر، مؤكداً أن حزب الله لا ينشر الفكر الشيعي داخل لبنان، وقال نصر الله: إن إدعاء تشكيل تنظيم ينتمي لحزب الله في مصر للقيام بأعمال تخريبية هي محاولة من النظام المصري للإساءة إلي حزب الله من أجل التقرب إلي النظام الأمريكي، الذي وجد في تركيا بديلاً للدور المصري في المنطقة. وقال حسن نصر الله في بيان ألقاه علي تليفزيون «المنار» للرد علي الاتهامات المصرية الأخيرة التي أعلنت من خلالها السلطات المصرية القبض علي 50 شخصاً من الإيرانيين وتوجيه التهم إليهم بالانتماء لحزب الله والقيام بأعمال تخريبية في مصر. وقال نصر الله: إن هذه الوقائع تعود إلي 19 نوفمبر 2008، أي قبل أكثر من شهر لحرب غزة، ونقلت وسائل الإعلام المصرية اعتقال مواطن لبناني ينتمي لحزب الله ضبط متلبساً بنقل أسلحة وعتاد من الحدود المصرية إلي الأراضي الفلسطينية، ولم يعلق حزب الله علي الأمر، وبعد أكثر من شهر وقع الاعتداء الصهيوني علي غزة، مشيراً إلي أن موقف النظام المصري من هذه الحرب معروف برفضه فتح معبر رفح لتقديم العون لإخواننا في غزة، والكل أيضاً يعلم موقف حزب الله الذي كان يطالب بفتح المعبر، وناشدنا النظام المصري بضرورة فتحه. وأضاف نصر الله في خطابه أن النظام المصري وجه أثناء الحرب علي غزة حملة إعلامية ضد حزب الله وضدي، وقيل الكثير عن أنني عميل إيراني، وغيره ونتفهم ما حدث من رد الفعل المصري نتيجة موقفنا الداعم لغزة، ومستعدون لدفع أكثر من ذلك، وقال نصر الله: لدي بيان وقع عليه أكثر من 200 عالم ومفكر إسلامي أدانوا فيه الموقف المصري، بل وحكموا علي حسني مبارك بالارتداد والخيانة، ولم يجد النظام المصري تجاه هذه البيانات ما يفعله، لذلك كان الهجوم علي حزب الله، لأنه حركة مقاومة كما أن الهجوم عليه يعزز الصداقة مع إسرائيل، ولذا كان هناك فرق ما بين موقف حزب الله ومواقف الأنظمة التي تريد التقارب إلي أمريكا.. وقبل يومين أصدر النائب العام المصري بياناً عن القبض علي عدد من المواطنين المصريين والعرب، ووجه إليهم اتهامات بأنهم ينتمون إلي حزب الله، ولديهم تعليمات بعمل عدد من الأعمال التخريبية في مصر ونشر الفكر الشيعي، وأن التحريات المصرية أكدت أنهم حصلوا علي تعليمات من أمين عام حزب الله شخصياً. وقال نصر الله: إن كل ما جاء علي لسان السلطات المصرية كذب وافتراء وليس له أساس من الصحة، فالأخ «سامي» الذي تم ضبطه قبل حرب غزة بشهرين ينتمي بالفعل إلي حزب الله، وما كان يقوم به علي الحدود المصرية هو نقل السلاح إلي الأخوة الفلسطينيين في غزة، وهذه إذا كانت إدانة فهي إدانة للنظام المصري، لذلك فإن النظام المصري يسعي إلي إثارة الشعب المصري ضد حزب الله من خلال توجيه تهم لهؤلاء الشباب، ولكن هذا كذب، فالشعب المصري يكن كل الاحترام للمجاهدين وانتصاراتهم وحروبهم، لذلك فالنظام المصري يسعي لتشويه حزب الله لتقديم أوراق اعتماد جديدة لإسرائيل وأمريكا في ظل خيبة الأمل للنظام المصري جراء تراجع دوره علي المستوي الإقليمي والعالمي، فليس لحزب الله ذنب في أن يختار أوباما تركيا لتكون بديلاً للدور المصري في المنطقة. وقال نصر الله: إن الأفراد الذين تعاونوا مع الشاب اللبناني «سامي» لا يتجاوزون عشرة أفراد ولا أدري من أين جاءت السلطات المصرية ب50 فرداً وإذا كان النظام المصري يعتبر مساعدة الفلسطينيين المحاصرين في غزة جريمة، فأنا اليوم اعترف بهذه الجريمة، وإذا كان يري أن هذه المساعدات من وجهة نظر النظام المصري ذنب فأننا نستغل هذا الذنب للتقرب به إلي الله. والذي يستحق له الإدانة هو النظام المصري وليس سامي ورفاقه، لأن النظام المصري هو الذي يحاصر أهل غزة بغلق معبر رفح، رغم أنه يعلم مدي حاجة الفلسطينيين لفتح هذا المعبر، وأضاف أن النظام المصري هو الذي يدمر الأنفاق رغم علمه بمدي أهميتها حتي يصل الطعام والشراب لأهل غزة، وقال: إن النظام المصري يتعاون مع إسرائيل وأمريكا، وقال نصر الله: كنا ننتظر أن تبادر القيادات العربية والنظام المصري بعمل دراسة وإعادة تقييم الموقف الإسرائيلي الجديد وفي ظل التطورات التي تشهدها أمريكا. ونفي نصر الله بشكل قاطع استهداف حزب الله الأمن والمصالح والشخصيات المصرية. وأضاف نصر الله: أننا حققنا نصراً اعترف به الأعداء قبل الأصدقاء، وقال في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة «الواشنطن بوست» أن الأمريكيين يعكفون علي دراسة ما أنجزه حزب الله وأرسلت أمريكا وفداً إلي إسرائيل لدراسة كيف انتصر حزب الله. وأشار إلي أن هناك استطلاعات رأي محايدة أجريت، وأكدت أن المصريين والعرب يكنون كل احترام لحركات المقاومة وبمن في ذلك أسر الحكام، ونفي دخول حزب الله في عداء مع أي نظام عربي أو إسلامي أو عالمي عدا إسرائيل المحتلة لأرض جنوب لبنان وللإدارة الأمريكية إلي أن تغير أمريكا سياستها، وفيما يخص العالم العربي، قال: إننا لا نريد أي عداء مع أي نظام عربي لا أمنياً ولا عسكرياً ولا إعلامياً، ولا توجد لدينا أي فروع في أي دولة عربية، ولا نسعي لهذا لأن مهمة حزب الله الرئيسية هي تحرير الأراضي اللبنانية، ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يشكل خطراً علي لبنان والدول العربية.